وفقاً للمبدأ الانتهازي وغير الأخلاقي "دعه يعمل دعه يمر ... الغاية تبرر الوسيلة" أعلن الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري وأمام الألاف من طلاب الأزهر في فعاليات الموسم الثقافي الذي نظَّمته الجامعة الأزهرية العريقة أن "عمليات التزوير قد تكون لازمةً في الانتخابات النيابية والرئاسية القادمة في أوقات كثيرة، خاصةً التي يكون الرمز المفكر ضوءه خافتًا، وليس لديه أرضيه شعبية، بشرط أن يرى النظام فيه الخير لحمل أمانة الأمة! " من هنا أطرح جملة من الأسئلة : هل فقد الدكتور الفقي الرشد والحكمة كي يدعو للتزوير داخل جامعة الأزهر رمز الدين والخلق القويم ؟ وهل من المعقول أن يسمع ألاف طلاب الأزهر الذين تربوا على القرآن الكريم والسنة المطهرة وسيرة الأبطال الشوامخ رجالات هذه الأمة الدعوة للتزوير دون أن يحركوا ساكناً؟ وما موقف قيادات الجامعة من العلماء والأساتذة الذين حضروا الندوة ؟ هل من المعقول أننا وصلنا لهذه الدرجة المخزية من عدم الدفاع عن القيم ولو إعمالاً بحرية التعبير في حالة العجز عن تنفيذ التوجه النبوي "من رأى منكم منكراً فليغيره " وهل كان هذا الطرح إسقاطاً لا إرادياً لتبرير اغتصاب الدكتور الفقي لمقعد الدكتور حشمت كخطوة استباقية وقطعاً للطريق أمام الطلاب حتى لا يورطوه بالسؤال عن تزوير دائرة دمنهور ؟ أم أنه تسريب لما سيحدث فى الانتخابات القادمة – الشورى والشعب والرئاسة - ؟أم أنه دعوة للدفع والتحريض للسير في هذا الطريق بعد أن أعلن الرئيس مبارك أن الانتخابات القادمة ستكون حرة ونزيهة ؟ أم أنها سياسة توزيع الأدوار ؟ بمعنى أن الرئيس لابد أن يعلن عن نزاهة الانتخابات ، وبالتالي فهذا الإعلان أزعج النافذين في الحزب الوطني ولجنة السياسات وبعض المشتاقين لمقاعد البرلمان فخرج الدكتور الفقي ليهدأ من روع الجميع بأن التزوير قادم لا محالة بل تقدم خطوات للإمام ليُأصل للتزوير بل جعله لازمة وضرورة وطنية والحمد لله لم تسعفه معلوماته أو بعض الحاضرين ليكملوا تأصيل التزوير بأنه فريضة شرعية! الدكتور الفقي جمع بين المتناقضات عندما ربط بين التزوير "الذي هو من الكبائر حين قال رسول الحرية محمد صلى الله عليه وسلم محذراً : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور ..." وبين الخير وحمل الأمانة ، فكيف لمن جاء بالتزوير أن يكون فيه خير وهل النظام مؤسسة الفساد والشر يأتي بمن فيه الخير؟ وهل من فيه الخير هذا يقبل أن يأتي بالتزوير؟ وأي أمانة سيحملها هذا القادم بالتزوير رغماً عن إرادة الجماهير ؟ أليس التزوير الذي تم لصالح حامل الخير هذا قد حرم مرشح آخر اختاره الشعب واستبعده النظام ليأتي بحامل الخير ؟ لو سكت الرجل ولم يأصل للفساد والتزوير لمر الأمر دون صخب ، لكن تبقى سنة الله غلابة ، بأن العبد يتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالاً فتهوى به أو ترفعه ، لكن الأحداث والشواهد تؤكد أن الرجل مازال مصراً على الهاوية. محمد السروجي مدير المركز المصري للدراسات والتنمية