هذه الحقيقة أو مسلَمة عندي ,الاختلاف من سنن الله في خلقه . المسلمون يتفقون في أمر لتوحيد, لكن ضمن اطار التوحيد هذا توجد الاختلافات التي مردها في الغالب نص التوحيدي المتعبد بتلاوته او غير المتعبد ,وهذه الدرجة من الاختلاف هي مجال لاجتهاد أهل الذكر لا سواهم ولعامة المسلمين الاتباع . والدرجة الثانية من الاختلاف هي من ثمار او إفراز العمل في الدرجة الاولى , وهذه الدرجة الثانية هي التي في متناول الجميع , أي لا تختص بها فئة من المسلمين دون أخرى.واختلاف العامة هو الذي نعنيه في حديثنا. مجال الاختلاف : الممارسة اليومية للبشر كأفراد أو أحزاب أو جماعات في معاملاتهم و مواقفهم أو أفكارهم .وقد يكون الاختلاف بطرح راي مخالف أو مناقض أو بنقد أو انتقاد للرأي أو الموقف المتداول بين الناس أو للظاهرة عموما. الاسلاميون والاختلاف : إذا سلمنا أنّ الاختلاف سنة بشرية فهو يشمل كل الناس ولا يوجد ما ستثني فئة منهم .والذي يعنينا هو : ماهي مجالات الاختلاف عند الاسلاميين=المهتمون بالشأن العام = ؟ وماهي ضوابط هذا الاختلاف ؟ مجالات الاختلاف في كل نواحي الحياة, لكن الحديث سيتناول اختلافاتا فيما يتعلق برؤيتنا للشأن العام , من اختار لنفسه مجال العمل الياسي او كل ما يتعلق بالشأن العام فهو معرض لسهام الاختلاف إما بطرح رأي آخر أو نقد وانتقاد الرأي المتداول تأييدا أو معارضة. الاختلاف رحمة من الله تعالى. البعض من إخواننا يعيب علينا هذا الاختلاف أو بالاحرى إظهاره للعلن إستحياء أو منعا. و يعتبر أن مجرد اطلاع الآخر على الاختلاف أو نتائجه أمر غير جائز , ويجب ألا يطلع عليه الآخر , اي أن يضل أمرا داخليا , شأن أبناء الحزب أو الحركة أو الجماعة . أرد على هذا اراي قائلا : الاصل داخل الحزب أو الحركة أو الجماعة الواحدة أن تكون نسبة الاتفق بينهم عالية جدا مائة بالمائة خصوصا في الافكار والتوجهات , ونسبة الاختلاف ضئيلة جدا, شرط أن لا يصل الاختلاف إلى درجة التناقض,لسبب بسيط لآن المتناقضات فيما يتعلق بالشأن العام لا يسعه إطار واحد ,لان التناقض توجه ويجب أن يكون لكل توجه جسمه الخاص به حزبا أو حركة أو مستقلا. فلا يعقل و لا يقبل أن يكون داخل الجسم الواحد فيئة تريد الذهاب يمينا و فيئة اخرى تريد شمالا .إذا الاختلاف الذي يصل إلى درجة التناقض يوجب الانفصال.هذا من ناحية , ومن ناحية ثانية الاصل أن ابناء الحزب أو الحركة أو الجماعةيختلفون قبل التقرير أما بعد التقرير فلا يجوز أن يظهر الخلاف علنا ويصرح الفرد : أنا لست مع موقف حزبي أو حركتي أو جماعتي وأنا هذا رايي المخالف , هذا لا يجوز في حق أبناء الحزب الواحد ,لان مثل هذه التصريحات من علامات انهيار الحزب أو الحركة وانسداد الافاق بداخلها وعدم احترام الضوابط التنظيمة , كان يسعه أن يستقيل ويجعل من اختلافاته مع جماعته أو حزبه هي السبب , وهكذا يكون موقفه معتبر تنظيميا واخلاقيا أيضا.فلا يمكن إذا أن ينتمي شخص لحزب أو جماعة وتكون تصرفاته مناقضة وغير منضبطة لقرارات حزبه ,لان العقد بينه وبين حزبه أو حركته يقوم على السمع والطاعة واحترام والانضباط. أما أن يكون الفرد ضمن جماعة أو حزب ولا يحترم قراراته فلا يمكن باي حال أن نعتبر هذا الفرد منتم لهذا الحزب أو الجماعة لسبب بسيط هو فقدان الولاء. ومن لا ولاء له لحزبه أو حركته لا يمكن ان نعتبرها منتم لهذا الحزب أو الحركة وإن ادعى ذلك واصر عليه خصوصا إذا كان هذا الفرد رافضا لكل شروط الولاء التي هي :المشاركة,الطاعة, الانضباط , تحمل نتائج الانتتماء في المنشط والمكره , هذه باختصار علامات أو شروط انتماء فرد لجماعة أو حزب .فمن لم تتوفر فيه هذه الشروط فهو ليس بمنتم وإن ادعى ذلك. ومن علامات وجود الحزب أو من علامات سيادته أنه لا يسمح أن يتواجد في صفوفه أو يدعي أنه منه من يخل بشروط الولاء. حدود سلطة الحزب أو الحركة الحركة او الحزب لها سيادة على المنتمين إليها , قد تمنع الفرد من إ ظهر الاختلاف ونشره علنا , لكن لا سلطة للحزب على من هو خارج الحزب,فمن لا ينتمي لحزب هو متحرر من كل القيود الحزبية وغير معني بها بالمرة الا من خلال الضوابط العامة للاختلاف =التي سنتعرض اليها =. فالطرف أو المتابع المخالف مساحة الحرية عنده أكبر و فممارسة الاختلاف عنده نقدا أو انتقادا أو تجريحا منفتحة أكثر. والذي يمارس الاختلاف من خارج الحزب لنسميه المتابع للشأن العام . والمتابع صاحب الرأي المخالف ٌد يكون عدوا لهذا الحزب او الجماعة غايته التشهير والتشنيع وحشد الناس ضد هذا احزب أو الحركة , وقد يكون المتابع صاحب الرأي المخالف موضوعيا غايته نبيلة اثراء موضوع الاختلاف أو الاصلاح أو النصح والارشاد لما يراه افضل قد يكون هذ المتابع يحمل نفس فكرة الحزب أو الحركة التي يوجه اليها سهام نقده.فلكل من المخالف الحاقد أو الموضوعي أن يبدي رايه بكل حرية فيما يختلف فيه مع الاخر, ولا يجوز للحزب أو الحركة أن تمنعهما من حقهم في التعبير.فليس المنع هو السلاح =اي اسكت لا تتكلم = انما سلاح الحزب أو الحركة مع من يخالفها الراي أن ترد عن الشبهات وتوضح مواطن الاختلاف أي أن تدحض الادعاء المخالف بالبينة والبرهان. والحزب القوي المتماسك هو الذي يرد ويقنع . قوة الحزب أو الحركة باختصار حين تقبل أن يمارس عليها ما تمارسه هي على غيرها. والحزب او الحركة التي تريد الخير للجميع عليها ان تتفاعل مع اختلافات الآخرين معها ,تقبل ما هو مؤيد وتتراجع وتُراجع , من منطلق هيا قدمو لي عيوبي فالنقد أو الانتقاد الجماهيري =اي من خارج حزبك=هو محك النجاح.والسؤال الاساسي الذي يجب ان تجيب عنه الاحزاب أو الحركات المهتمة بالشأن العام : هل تقبل أن يتعامل معك كما تتعامل أنت مع الاخر ؟؟؟ توضيح للسؤال الحزب او الحركة المعارضة صباح مساء تنال مثلا من الحزب الحاكم ورموزه ويسمون الشخص أحيانا باسمه أو باسمها ويقولون إنه سارق مغتصب مجرم وووو هل الحركة الاسلامية تقبل او هي مستعدة ان تقبل من يُذكر أحد رموزها أو اتباعها بأنه سارق أو غشاش أو مجرم؟؟؟= أريد إجابة تزيل عني كابوسا يؤرقني= ضوابط الاختلاف : هذه الضوابط في نظري معني بها المخالف فردا كان أو حزبا أو جماعة . أولا: هو المدخل أن يكون النقد أو الانتقاد بصغة التعميم بأسلوب ما بال قوم فعندما نقول إن الحزب أو الحركة فهذا تعميم , أما إذا قلت فلانا باسمه فهذا تشخيص تطاله الاحكام الشرعية من قذف وغيبة أو نميمة يُدخلنا في دائرة اليمين والبينة , نسأل الله السلامة . ثانيا: الصدق في القول أن يكون النقد أو الانتقاد مبني عل معلومة صادقة يكون مصدرها الاطلاع أو التجربة أو الاقرار. ثالثا: تجنب السبّ ,لان السبّ قد يقابله السبّ فيتحول الامر من إختلاف إلى تصادم رابعا: عدم التعرض لاعراض الناس. والسؤال الذي أطرحه هنا , لماذا بعض الناس المتحزبين أو المنتمي يعتبرون النيل من حركتهم أو حزبهم هو بمثابة النيل من أعراضهم, أي يجعلون من الحزب أو الحركة كيانا ذاتيا في حين هي كيان معنوي شرعا وقانونا لماذا هذا الادماج؟؟؟؟ خامسا: التجريح , تجريح الافراد امرا ماحا وممارس ضمن دائرة الحزب أو الحركة يغيب فالفرد أو يكون حاضرا ويبرزون كل سوءاته التي تكون سببا في منعه من تولي منصب أو مهمة .فهو عملية تشريح لذات بشرية .فهل يسمح الحزب أو الحركة للمخالف الناقد أو المنتقد أن يجرحها حزبا = وهي ذات معنوية= الخلاصة نعم نختلف فننقد وننتقد لكن اختلافنا لا يجب أن يفسد الود بيننا ,الاختلاف محمود ثماره كلها خير لمن يريد الاصلاح ,اهداء العيوب نصر لصاحب العيب ,النقد والانتقاد يكون علنا كما يكون سرا والعلني ثماره للكل والسري لفئة دون غيرها , لذا , أفتان انت يا معاذ قالها صلى الله عليه وسلم علنا,لآن ثمرته متعدية لذات معاذ.لا يا عمر ليس هذا من حقك , قالتها إمراة في العلن. المؤمن خيره عام لذا هو ليس له ما يخفيه , لما كل هذا الخوف من تكشف عوراتنا علنا إن كنا قادرين على الاصلاح , ونريد أن نقدم النموذج في خدمة الاخرين .لنقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم :مابال أقوام , في النقد والانتقاد . ولنكن كالمرأة في الجرأة والعلن, ولنكن كعمر ومعاذ في تقبل الراي المخالف الناقد المنتقد. هكذا ارى حق الاختلاف نقدا وانتقادا وتجريحا ,لاني مؤمن ان من يمتنع الناس عن الاختلاف معه ونقده وانتقاده مهابة لذاته فهو ظالم. أتحدث باسمي الذي ارتضاه الله لي متجنبا التشخيص,شعاري نختلف ننقد وننتقد في ونركز على العيوب من دون مجاملة , الله غايتنا سالت اسئلة وأنتظر المجيب , كي نبني صفحة ناصعة في التعامل والتجاذب والاختلاف البناء. أختم بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود :سمعت رجلا قرأ اية وسمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فعرفتُ في وجهه الكراهية وقال :كلاكما مُحسن ... نسأل الله التوفيق بوعبدالله بوعبدالله