اعتبر الباحث السويسري في شئون المجتمعات الإسلامية باتريك هايني أن "الإخوان المسلمون" في الغرب غير قادرين في الوقت الحالي على تنفيذ مشروع التوسع والاندماج في المجتمع الأوروبي؛ لأن أطروحتهم غير صالحة للبيئة الأوروبية، في حين رأى أن السلفيين يعيشون منعزلين في المجتمع، ولا يهدفون إلا لتقوية الإيمان في قلوبهم. وخلال ندوة نظمها المركز الفرنسي للدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية "السيداج" بالتعاون مع شبكة "إسلام أون لاين.نت" مساء الثلاثاء 29-9-2009 قال هايني: "الإخوان عندهم مأزق، فهم غير قادرين على بناء أطروحة الدولة الإسلامية في فرنسا"، وعمم حكمه على معظم الدول الأوروبية. وأوضح في تصرح خاص ل"إسلام أون لاين.نت" عقب الندوة التي حملت عنوان "الجدليات الجديدة حول الإسلام في أوروبا": "هم بالفعل غير قادرين على تنفيذ مشروع توسعي؛ لأن أطروحتهم غير صالحة للبيئة الأوروبية". وحول التأثير السلفي في المجتمع الأوروبي أردف قائلا: "السلفيون مقتصرون على العمل الدعوي للإسلام كدين فقط وتقوية الإيمان.. ويسحبون المسلمين من العمل السياسي"، مؤكدا أنهم بذلك "يعيشون منعزلين في أوروبا؛ لذا فهم لا يقدرون على بناء مشروع توسعي للاندماج والتأثير في الغرب". وخلص هايني إلى أنه "لا يوجد حاليا مؤشر على التوسع والانتشار والاندماج الإسلامي في أوروبا يواجه الإسلاموفوبيا، وما يحدث في بعض الدول، مثل حظر بناء المآذن في سويسرا، والنقاب في فرنسا والحجاب في عدد من الدول الأوروبية". ولم يتسن ل"إسلام أون لاين.نت" حتى موعد نشر التقرير الحصول على رد من الإخوان والسلفيين بأوروبا، وستنشر ردودهما حول ما طرحه هايني في وقت لاحق. الصراع الإسلامي الغربي من جهته، قال حسام تمام، الباحث بشئون الحركات الإسلامية، إن الوقت الحالي يشهد معارك ثقافية بين الغرب والعالم الإسلامي. وأوضح تمام: "الفترة الماضية شهدت صراعات واستفزازا، مثل عرض فيلم (فتنة) على الإنترنت بهولندا للنائب البرلماني فيلدرز، ونشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم بالدنمارك، وحادث اغتيال مروة الشربيني بأوروبا". وأضاف: "كل القضايا المتعلقة بالإسلاموفوبيا تجد استجابة سريعة في الغرب، لذا أقترح أن يتيح الإعلام العربي والإسلامي المعلومات الأساسية والدقيقة التي لا تثير مشاعر المسلمين بشكل أكبر من المشكلة الحقيقية، وذلك لتجنيب العالم الإسلامي المعارك". ولفت أيضا إلى أنه "لابد من إتاحة النصوص لكل الأطراف وعمل دليل أخلاقي لتفادي الصراعات وحتى لا يحدث استنفار في غير محله". وأردف: "موقع إسلام أون لاين.نت مثلا تعامل مع حظر المآذن بسويسرا بشكل عاقل ومتزن"، وعرض مثالا لبعض عناوين الموضوعات المتعلقة بهذه القضية مثل يمين سويسرا يدعو لحظر المآذن، حكومة سويسرا تتمسك بالمآذن ومسلموها يرحبون، أساقفة سويسرا يرفضون حظر بناء المآذن، الشيوخ السويسري يرفض حظر المآذن، العفو الدولية تنتقد سعي يمين سويسرا لحظر المآذن". وكانت المبادرة الداعية إلى حظر بناء المآذن قد أطلقت قبل عامين من قبل سياسيين ينتمون إلى حزب الشعب السويسري (يمين متشدد) وإلى حزب مسيحي صغير محافظ وحصلت في فترة وجيزة على أكثر من 110 آلاف توقيع، لكن هذه المبادرة لاقت معارضة شديدة من أوساط عديدة في سويسرا. ودفعت أجواء الإسلاموفوبيا صحيفة دنماركية لنشر صورة مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في عام 2005؛ مما أثار ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي، كما أقدم متطرف ألماني داخل قاعة محكمة دريسدن الألمانية على قتل المصرية مروة الشربيني (32 عاما) بسبب ارتدائها الحجاب. كما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب أمام مجلسي البرلمان في فرساي يوم الإثنين 22 يونيو 2009 إن البرقع أو النقاب الذي يغطي المرأة من رأسها إلى أخمص قدميها يشكل "علامة استعباد" للمرأة، وإن ارتداءه "غير مرحب به" في فرنسا. وأكد ساركوزي أن البرقع "ليس رمزا دينيا وإنما رمز استعباد للمرأة، وأريد أن أؤكد علنا أن البرقع غير مرحب به في أراضي الجمهورية الفرنسية"، وهو ما اعتبره البعض أيضا من مؤشرات تصاعد الإسلاموفوبيا في الغرب. وانتقدت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته عام 2006 الدول الغربية التي تتبنى قوانين علمانية تحظر على المسلمات ارتداء الحجاب في بعض المؤسسات، وطالبت دول العالم على السواء باحترام حرية النساء في مجال الدين