انتقدت البرازيل وتركيا الولاياتالمتحدة الجمعة في سجال يزداد حدة بشان المسالة الايرانية، حيث قال البلدان ان الدول النووية الاخرى تفتقر الى المصداقية عندما تطالب ايران بالتخلص من برنامجها النووي. واكد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على انه يجب دراسة اتفاق التبادل النووي الذي تم التوصل اليه مع ايران بوساطة بلديهما الاسبوع الماضي بدلا من المساعي الاميركية لفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الاسلامية. وجاءت تصريحات لولا ردا على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بان اتفاق التبادل النووي يسمح لايران "بكسب الوقت .. وجعل العالم اكثر تعرضا للخطر وليس اقل". وقال دا سيلفا لدى افتتاحه المنتدى العالمي الثالث لتحالف الحضارات ان "وجود اسلحة دمار شامل هي ما يجعل العالم اكثر خطورة". وبدوره قال اردوغان الذي يشارك في المنتدى "عندما نسمع الناس يتحدثون عن منع ايران من الحصول على اسلحة نووية نقول من هم لكي يتحدثوا ضد فكرة امتلاك اسلحة نووية". واضاف "ان على من يقولون ذلك التخلص من الاسلحة النووية في بلادهم .. هذه هي الطريقة الوحيدة لكي يكونوا مقنعين". ويكشف السجال الحاد بين الجانبين عما وصفته كلينتون ب"الاختلافات الخطيرة جدا مع سياسة البرازيل حيال ايران"، مؤكدة ان ايران "تستغل" البرازيل. وتقود الولاياتالمتحدة مساع لفرض مجموعة جديدة من العقوبات الدولية على طهران بسبب برنامجها النووي الذي تشتبه بانه يخفي برنامجا لانتاج الاسلحة النووية، وهو ما تنفيه ايران. الا ان البرازيل وتركيا تؤكدان على ضرورة دراسة الاتفاق الذي توصلتا اليه مع ايران في 17 ايار/ مايو بالطريقة المناسبة. وقال لولا انه توجه الى ايران "بحثا عن حل يتم من خلال التفاوض". وقال ان الاتفاق يلبي مطالب الحكومة الاميركية، حيث انه يقضي بان ترسل ايران معظم مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى تركيا مقابل الحصول على وقود نووي من اليورانيوم العالي التخصيب لاستخدامها في مفاعل نووي لاغراض طبية وليس لاغراض عسكرية. الا ان واشنطن قالت ان الاتفاق لا يكفي حيث ان ايران تؤكد انها ستواصل تخصيب اليورانيوم المتبقي لديها. وتصر واشنطن على ان فرض عقوبات على طهران يعتبر ضروريا لاعادتها الى المفاوضات. من جهته، رأى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في افتتاح منتدى تحالف الحضارات الخميس في ريو دي جانيرو ان ازمة البرنامج النووي الايراني تعود في قسم كبير منها الى "فقدان الثقة" في ايران. وقال ان "الازمة كما يبدو لي ناجمة عن غياب التفاؤل والثقة حيال ايران"، موضحا ان خطط ايران لتخصيب اليورانيوم "سببت قلقا كبيرا". واضاف "سيكون من المفيد ان توافق ايران على وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين بالمئة". ويؤكد المسؤولون الاميركيون انهم حصلوا على تأييد الدول الاربع الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن -- الحليفتان فرنسا وبريطانيا الى جانب الصين وروسيا -- وانهم قادرون على كسب موافقة الاصوات التسعة المطلوبة لاقرار نص في المجلس. وتعارض تركيا والبرازيل ولبنان، الدول الثلاث التي تشغل مقاعد غير دائمة في مجلس الامن فرض عقوبات جديدة على ايران. وقدمت ايران للوكالة الدولية للطاقة الذرية تفاصيل عن خطتها لتطبيق الاتفاق الموقع مع البرازيل وتركيا. وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الجمعة ان بلاده تتوقع ردا ايجابيا من الوكالة على الاتفاق. واكد متكي على ان فرض مجلس الامن الدولي اية عقوبات اضافية على الجمهورية الاسلامية بسبب برنامجها النووي ستكون له نتائج عكسية. وصرح للصحافيين على هامش منتدى تعاون البحر الاسود في صوفيا "دعونا نكون متفائلين"، مضيفا ان "فرض العقوبات هي سياسة فاشلة جربوها في الماضي. اذا جرب احد التحرك بهذا الاتجاه فانه سيسخر بالتاكيد".