صعّدت تركيا والبرازيل حدة انتقادهما لموقف الولاياتالمتحدة من اتفاق التبادل النووي واصفتين إياها ب«الدولة النووية المفتقدة للمصداقية»، فيما نعتت تل أبيب دعوة مؤتمر منع الانتشار النووي لها بالتخلي عن السلاح النووي ب«النفاق». وأكد الرئيس البرازيلي لويس لولا داسيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الليلة قبل الماضية على وجوب دراسة الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه مع طهران بدلا من المساعي الى فرض عقوبات جديدة على ايران. مصداقية مفقودة وقال داسيلفا لدى افتتاحه المنتدى العالمي الثالث لتحالف الحضارات موجها خطابه الى وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن وجود أسلحة الدمار الشامل هي ما يجعل العالم أكثر خطورة. بدوره، دعا أردوغان الدول التي تتحدث عن منع إيران من الحصول على أسلحة نووية الى التخلص من الاسلحة النووية الموجودة لديها. وتساءل في هذا الاطار: من هم هؤلاء حتى يقفوا ضد فكرة امتلاك أسلحة نووية... عليهم قبل الحديث لإيران أن يكونوا مقنعين لنا وللعالم بأسره. وجاءت هذه التصريحات عقب ما اعتبرته هيلاري كلينتون بأن اتفاق التبادل النووي يسمح لايران بكسب الوقت وجعل العالم أكثر تعرضا للخطر وليس أقل. وشدد أردوغان على أن القوى المعارضة للاتفاق في الحقيقة تسكنها الغيرة من النجاح الديبلوماسي والسياسي الذي حققناه أنقرة وبرازيليا في ملف شائك عجزت القوى الدولية جمعاء عن تسويته. من جانبه، قال قائد الديبلوماسية الايرانية منوشهر متكي إن طهران تتوقع ردا إيجابيا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. رفض أمريكي في المقابل، اعتبرت واشنطن أن مضمون اتفاق التبادل النووي أقل بكثير مما هو مطلوب على المستوى الدولي لرفع العقوبات على إيران. ونقلت مصادر إعلامية متطابقة عن مسؤولين بالبيت الابيض قولهم: إن نص الاتفاق لا يتطرق الى القضايا الاساسية المتعلقة بتأكيد سلمية برنامج إيران النووي وعدم وجود جانب عسكري له خاصة وأن طهران جددت عزمها استمرار تخصيب اليورانيوم رغم توقيع الاتفاق. ودفع هذا الموقف المسؤولين البرازيليين الى نشر رسالة رسمية من الرئيس الامريكي باراك أوباما الى نظيره البرازيلي يحدد فيها الاول النقاط التي يرغب أن يشملها الاتفاق. وأكدوا أن الاتفاق «متماه» مع الرغبة الامريكية ولا يختلف معها أبدا. في هذه الاثناء، نددت اسرائيل أمس بالاعلان النهائي الذي وافقت عليه 189 دولة موقعة على اتفاقية حظر الانتشار النووي. وشدد الاعلان على ضرورة انضمام اسرائيل الى معاهدة منع الانتشار النووي ووضع كل منشآتها النووية تحت الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وذكر مسؤولون صهاينة إن نص الاعلان تطرق الى اسرائيل بالاسم بينما لم يذكر بلدانا أخرى مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية التي تمتلك أسلحة نووية. وأكدوا أنهم لن يشاركوا في تطبيق توصيات الاعلان بأن يكون الشرق أوسط منطقة خالية من السلاح النووي. من جهتها، أثنت واشنطن على نص الاعلان واصفة إياه ب«المتوازن والعملي»، مبدية في الوقت ذاته معارضتها لذكر اسرائيل. وندّد الرئيس الامريكي باراك أوباما بشدة ذكر اسرائيل تحديدا في الشق المتعلق بالشرق الاوسط في البيان الختامي.