أفاد زعيم حزب العمال الشيوعي التونسي حمّة الهمامي أنّ نحو عشرين من عناصر الأمن بالزي المدني يرجح أنّهم من البوليس السياسي انهالوا عليه بالضرب المبرح داخل مطار تونس عند مروره بحاجز الجمارك بعد إتمام كامل الإجراءات. كما تعرضت زوجته المحامية راضية النصراوي إلى الضرب والشتم عند استقبالها له. وذكر الهمامي في تصريح خاص لوكالة قدس برس أنّ أعوان الأمن كسروا نظاراته الطبية ومزّقوا ثيابه كما تم اقتياده إلى أحد مكاتب المطار واستمر ضربه تحت أنظار قيادات أمنيّة معروفة، بعد أن تم إخلاء المطار من جميع المسافرين وتوافد عشرات من أعوان البوليس السياسي على المكان. واتهم حمة الهمامي المعتدين عليه بالاستيلاء على مبلغ 345 يورو كان بحوزته إضافة إلى وثائق خاصّة. وحول دوافع هذا الاعتداء أجاب الهمامي بأنّه ردّ فعل على تصريحاته الصحفية الأسبوع الماضي من العاصمة الفرنسية باريس على قناة الجزيرة و القناة الفرنسية 24 والتي انتقد فيها الفساد المالي إضافة إلى دعوته إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة. وتابع الهمامي أنّ الاعتداء الذي جرى أمس الثلاثاء (29/9) يهدف إلى ترهيب الناس من انتقاد السلطات وقد تم تدبيره من أعلى سلطة في البلاد، حسب تعبيره. وقال زعيم حزب العمال الشيوعي إنّه سيرفع شكوى إلى القضاء ضد رئيس الدولة ووزير داخليته. يشار إلى أنّ عدد من المعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان يشتكون من تعرضهم في مطار تونس إلى معاملة تمييزية ومصادرة وثائقهم والاعتداء عليهم إثر عودتهم من مؤتمرات وتظاهرات تنتقد الحكومة التونسية. واعتبرت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في بيان حصلت وكالة قدس برس على نسخة منه الحادثة الأخيرة من أقوى المؤشرات على حالة الانغلاق السياسي وعلى التدني المذهل لسقف الحريات الأساسية في تونس ولا سيما منها حرية التعبير. كمّا حمّلت الجمعية السلطات العليا مسؤولية هذا الاعتداء، وما يمكن أن يترتب عنه، بعد أن بات نهجا معتمدا في التعاطي مع خصومها السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان، حسب تعبير البيان.