أعلنت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أن الحكومة بدأت الأربعاء 02-06-2010 بترحيل 250 ناشطا أجنبياً من الناشطين الذين اعتقلوا على متن سفن الحرية التي كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. وأضافت الإذاعة أن أكثر من 120 شخصا سيعبرون الحدود مع الأردن بينما ينتظر نحو 60 تركيا في مطار بن غوريون وصول رحلات خاصة لإعادتهم إلى بلادهم. مضيفةً أن 70 تركيا آخرين في الطريق من سجن بئر السبع إلى المطار. وفي وقت سابق، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن كافة النشطاء الموقوفين سيتم الإفراج عنهم في غضون 48 ساعة، وقال مصدر أمني إسرائيلي إن المحتجزين هم النشطاء الذين رفضوا التعريف عن أنفسهم لسلطة الهجرة الإسرائيلية، ومن بينهم عدد من الأجانب. شهود المجزرة ومع ساعات الصباح الأولى اليوم الأربعاء وصل إلى الأردن عن طريق جسر الملك حسين 126 من نشطاء "أسطول الحرية"، بعد أن أفرجت إسرائيل عنهم، وهم 30 أردنيا و18 كويتيا و4 من البحرين و7 من المغرب و3 من سوريا و28 من الجزائر بينهم ثمانية نواب، و1 من سلطنة عمان و4 من اليمن و3 من موريتانيا و12 من اندونيسيا و3 من باكستان و11 من ماليزيا 2 من أذربيجان. وقالت ناشطة جزائرية ضمن المشاركين في القافلة، في حديث لقناة "العربية" الفضائية إن قوة الكوماندوز الإسرائيلية استخدمت طفل مساعد القبطان رهينة لإجبار أبيه على وقف السفينة، وهددت بقتله. وقال شهود عيان إن الجنود الإسرائيليين كبلوا اثنين من المتضامنين، وألقوا بهما في البحر، حسبما أوردت وكالة "وفا" عن المحامي بسيم منصور الذي زار عددًا من معتقلي "أسطول الحرية" أمس الثلاثاء. من جهتها قالت نجوى سلطاني زوجة الوزير الجزائري السابق أبو جرة سلطاني إن تمييزا كبيرا حدث في المعاملة بين النشطاء العرب ونظرائهم الأوروبيين حيث جرى احتجاز العرب في ظروف سيئة في أماكن وصلت درجة الحرارة فيها إلى 47 درجة مئوية وتعريضهم لأشعة الشمس عدة ساعات بالإضافة إلى حرمانهم من النوم والطعام. المشاركين "مرتزقة" من جهته قال قائد سلاح البحرية الإسرائيلية، الجنرال اليعزر ماروم، لأعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي، بأنه عثر بحوزة بعض النشاطين على آلاف الدولارات واليورو نقدا، بالإضافة إلى وجود سترات وأقنعة واقية ووسائل للرؤية الليلة، وقال إن هناك اعتقاداً بأن بعض أفراد القافلة البحرية الإنسانية، من المرتزقة تسلموا أموالاً مقابل مقاومة جنود الجيش الإسرائيلي. وعاد ليشير بأن هناك ناشطين خططوا لنقل أموال إلى قيادة حماس في القطاع. ومن جانبه، أشاد الرئيس الإسرائيلي، شمعون بريز، ب"تضحيات" وحدة الكوماندوز البحرية التي شاركت باقتحام أسطول الحرية، قائلاً: "إنهم فضلوا التعرض للأذى على أن يلحقوا الأذى بالآخرين"، وفق الإذاعة الإسرائيلية. وبدوره، شجب وزير الخارجية، إفيغدور ليبرمان بقوة "الهجوم الوحشي" على الجنود الإسرائيليين من قبل "حفنة من الفوضويين" ومثيري الشغب ومؤيدي الإرهاب، خلال عملية اقتحام "أسطول الحرية" على حد وصفه. وأكد ليبرمان رفض إسرائيل للقرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بدعوى أنه يعكس "نفاق وازدواجية معايير المجتمع الدولي ولا يساهم في دفع عملية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط." ردود أفعال قوية وفي تطوّر ملفت لردود الأفعال العربية أكدت سلطة المعابر في حكومة حماس المقالة في قطاع غزة أن مصر أعادت فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين وحتى إشعار آخر. ويعتبر معبر رفح المعبر الوحيد إلى قطاع غزة الذي لا يخضع للسيطرة الإسرائيلية بشكل كامل. وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد قال في وقت سابق أمس الثلاثاء : "ندعو إخوتنا المصريين لاغتنام هذه الفرصة التاريخية لإعادة فتح معبر رفح. يستطيع المصريون فعل ذلك، وسيكون ردا حقيقيا على التصرفات الإسرائيلية الأخيرة." وفي إطار ردود الفعل العربية دعا بيان أصدره مجلس الأمة الكويتي الدول العربية إلى العدول عن مبادرة السلام العربية التي فقدت مبررات وجودها إزاء انتهاكات إسرائيل المستمرة، وعدم اعترافها بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإلى قطع العلاقات السياسية التي تقيمها بعض الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل. بينما يناقش وزراء الخارجية العرب اليوم في اجتماعهم الطارئ بمقر الجامعة العربية في القاهرة العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية، وأكد مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية وجود توجه في الاجتماع لإصدار قرار بعدم استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما تحدث المصدر عن سعي قوي للمطالبة بمحاكمة القيادات العسكرية الإسرائيلية التي أصدرت الأوامر بالهجوم الوحشي على المدنيين، والطلب من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بمتابعة مرتكبي هذه المجزرة وفق المادة 15 من القانون الجنائي الدولي. وفي سياق ردود الفعل الدولية، أعلنت نيكاراغوا قطع علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل ردا على الهجوم الدامي على الأسطول الدولي، الذي كان متجها إلى غزة، حاملاً مساعدات إنسانية لسكان القطاع المحاصر منذ قرابة أربعة أعوام. وأوضح البيان الذي تلاه الرئيس دانييل أورتيغا عبر الإذاعة أن "نيكاراغوا تقطع فورا علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة إسرائيل." وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان الثلاثاء عملية الاستيلاء على أسطول الإغاثة وطالب إسرائيل بالإفراج الفوري عن سفن الأسطول والمشاركين فيه، داعياً في إلى إجراء تحقيق غير متحيز عن العملية. وبدوره، أدان مجلس حقوق الإنسان في جنيف الغارة الإسرائيلية على أسطول المساعدات، وأعربت نائبة المفوضة السامية لحقوق الإنسان، كيونغ وا كانغ، عن صدمتها إزاء العنف الذي قوبلت به قافلة المساعدات الإنسانية وقالت "نحن ندين ما يبدو أنه استخدام مفرط للقوة." ودعت مرة أخرى لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يتسبب في معاناة 1.5 مليون فلسطيني واصفة الحصار بأنه "إهانة للكرامة الإنسانية." وأعربت كانغ عن أملها في أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية الإجراءات الحاسمة لتبدي للمجتمع الدولي التزامها التام بالقانون الدولي. "راشيل كوري" تقترب من ناحية أخرى قال ضابط بحري إسرائيلي في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي إن البحرية الإسرائيلية مستعدة لاعتراض سفينة إغاثة أخرى في طريقها حاليا إلى قطاع غزة، وذلك رغم اللغط الذي تسببت فيه العملية العسكرية التي نفذتها القوات الإسرائيلية فجر الاثنين ضد "قافلة الحرية" في المياه الدولية والتي أدت إلى مقتل حوالي عشرة ناشطين. وذكرت الإذاعة بأنه من المتوقع أن تصل السفينة "راشيل كوري" إلى مياه قطاع غزة اليوم الأربعاء، ونقلت وكالة رويترز عن الضابط البحري قوله لإذاعة الجيش إنه يتوقع ألا تواجه القوات الإسرائيلية صعوبة كبيرة في اعتراض السفينة. وقال الضابط الذي لم تفصح الإذاعة عن اسمه : "نحن نقوم بدراسة الموقف، وسنجري تقييما دقيقاً من اجل أن نخرج باستنتاجات" - في إشارة إلى العملية التي آدت إلى مقتل الناشطين - مضيفاً: "سنكون مستعدين لراشيل كوري." يذكر أن راشيل كوري التي سميت سفينة الإغاثة باسمها ناشطة أمريكية شابة قتلت في قطاع غزة من قبل جرافة إسرائيلية عند محاولتها منع هدم مسكن احد الفلسطينيين، وكانت عند مقتلها في الرابعة والعشرين من عمرها.