كشفت مصادر مطلعة أنّ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يفكر في التوجه بنفسه إلى غزة لكسر الحصار المفروض عليها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة ستزيد حدة التوترات المشتعلة بين أنقرة وتل أبيب. ونقلت صحيفة «المستقبل» اللبنانية عن مصادر تركية مطلعة أنّ «أردوغان أخبر الإدارة الأمريكية أنه ينوي الطلب من سلاح البحرية التركية مرافقة أسطول جديد لسفن الإغاثة يجرى الإعداد له للتوجه إلى غزة، لكن المسؤولين الأمريكيين طلبوا منه التريث لدرس الموضوع». وكان أردوغان قال في مؤتمر صحفي أول أمس في مهرجان شعبي في مدينة كونيا وسط الأناضول أنّ «مصير القدس مرتبط بمصير إسطنبول، وأنّ مصير غزة مرتبط بمصير «أنقرة»، متعهدًا ب«عدم تخلي تركيا عن الفلسطينيين وحقوقهم، حتى ولو تخلى العالم عنهم». وقال أردوغان في أعنف كلمات له حتى الآن «أنا أتحدث إليهم بلغتهم... الوصية السادسة تقول «لا تقتل». ألا تفهمون؟». وأضاف في خطاب تلفزيوني لأنصار «حزب العدالة والتنمية» الحاكم «سأقول مجدّدًا. أقول بالإنقليزية «لا تقتل». هل ما زلتم لا تفهمون؟ سأقول لكم بلغتكم. أقول بالعبرية «لا تقتل». وكرر في حديث لقناة «ان تي في» التركية «نحن جادون بشأن هذا الأمر. نعتزم خفض علاقاتنا مع إسرائيل إلى الحد الأدنى، لكن افتراض إنهاء كل العلاقات مع دولة أخرى على الفور، والقول إننا حذفنا اسمكم تمامًا، فإنّ ذلك ليس من عادات بلدنا». وفي ذات السياق كشفت صحيفة «خبر تورك» التركية أمس عن مقاطع من المكالمة الهاتفية التي جرت بين وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ووزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك مساء الاثنين الماضي عقب هجوم البحرية الإسرائيلية على «أسطول الحرية»، مما أسفر عن سقوط تسعة أتراك ونحو 33 جريحا. وفيما يلي نص المكالمة الهاتفية كما نشرتها الصحيفة: باراك: وقع هجوم عنيف على جنودنا، وجرحوا بالسيوف، وتم الاستيلاء على أسلحة جنودنا واستخدامها ضدهم. داود أوغلو: ننتظر منك الاعتذار. لقد اقترفتم جريمة دولية. وعليكم أن تسمحوا بإرسال القتلى والجرحى إلى تركيا. باراك: هل تريدون الجرحى؟ داود أوغلو: سنأخذهم. فإنّ من يقتل المدنيين لا يمكن أن يعالجهم. إن كان المدنيون هم المعتدون، فمن القتلى؟ باراك: لقد تحركنا من أساس الحصار المفروض على العدو غزة. داود أوغلو: وهل القتلى أعداء؟ باراك: توجد صواريخ كثيرة. ولقد تعرض شعبنا لهذه الاعتداءات من قبل. ونحن مختلفون مع حماس. ليست لدينا مشكلة مع عزة. داود أوغلو: وهل القتلى وجهوا صواريخ تجاهكم. كيف استطعتم قتلهم. إنّ تركيا ليست أي دولة. تركيا لديها من القوة ما تحمي به مواطنيها. باراك: نحن نحترم لأقصى درجة تركيا، والدور الذي تقوم به. داود أوغلو: أي احترام هذا؟ وأنتم تقتلون أبناءنا في المياه الدولية. لا يمكن لأي شخص أن يمس مواطنينا. إنكم تناضلون منذ خمس سنوات من أجل جندي إسرائيلي واحد. ومواطنونا بالنسبة لنا أيضا مهمين. وعليكم التعامل معهم باحترام.