سيخضع شعيب ولطاش، المتهم باغتيال المدير العام للأمن الوطني علي تونسي، لتحقيق إضافي الأسبوع المقبل، لمعرفة تفاصيل أخرى حول القضية مكمّلة لعملية إعادة تمثيل الجريمة. وصرّح ولطاش أمام أطراف الجريمة، بأنّ تونسي اتهمه بالخيانة أثناء الملاسنة الحادة التي جمعتهما. ما دفعه إلى إطلاق النار عليه. أفاد مصدر قريب من التحقيق ل''الخبر''، أنّ عبد الحميد بورزق، قاضي التحقيق في ملف حادثة 25 فيفري الماضي، سيُخرج شعيب ولطاش من زنزانته بسركاجي الأسبوع المقبل، لاستجوابه من جديد في إطار التحقيق الإضافي المنصوص عليه قانونا. وهو إجراء يتم اللجوء إليه لمعرفة تفاصيل أخرى عن الملف قيد التحري. وفي قضية تونسي، سيسعى القاضي، حسب المصادر، إلى افتكاك معلومات جديدة من ولطاش لإزالة زوايا غامضة في القضية تتعلق أساسا بدوافع إطلاق النار على ''سي الغوثي''، الاسم الحرَكي للعقيد المغتال. وسيجري التحقيق الإضافي بحضور دفاع ولطاش، وهو المحطة التي تسبق المواجهة التي ستجري بين القاتل المفترض والشهود. وعلمت ''الخبر'' من مصدر مطلع، أنّ القاضي بورزق أجرى مطلع الشهر الحالي، محضر معاينة على قميص علي تونسي المحجوز بحضور دفاع الطرف المدني ودفاع المتهم. وأسفر الإجراء عن غياب أي أثر للرصاص على القميص، بخلاف ما صرح به ولطاش أثناء إعادة تمثيل الجريمة في 26 ماي الماضي، عندما قال بأنه أطلق أربع عيارات نارية بالجهة اليمنى لصدر تونسي. وذكر لقاضي التحقيق وهو يسرد رواية الحادثة بأنه لم يكن ينوي قتل مسؤوله المباشر في جهاز الأمن الوطني. وتختلف هذه الرواية عما صرح به القاتل المفترض، في أول لقاء مع قاضي التحقيق، فقد ذكر أنّ سلاحه الناري صوّبه نحو وجه الضحية، والخبرة العلمية التي أجريت على جثة تونسي أثبتت أنّ رصاصتين اخترقتا وجهه، إحداهما في وجنته اليمنى فهشمتها وكسرت فكه الأسفل. وحكى مدير الوحدة الجوية بالأمن الوطني، مجريات الحادثة أثناء إعادة تمثيل الجريمة. وأكثر ما يلفت الانتباه فيها، أنه نقل عن تونسي عندما اشتدت الملاسنة بينهما، قوله: ''أنت خائن''. ولما سأل قاضي التحقيق شعيب ولطاش عن سبب توجيه هذه التهمة إليه، قال بأنّ تونسي كان غاضبا وحمّله مسؤولية ممارسات مشبوهة في صفقة شراء عتاد اتصالات. وقال ولطاش نقلا عن تونسي وهو يتحدث بنبرة حادة: ''لقد تأخرت كثيرا يا سي ولطاش في إنجاز ما اتفقنا عليه، في حين حقق الدرك الوطني تقدما ملحوظا في نفس المشروع.. إنك شخص متهاون وغير مسؤول''. وكان تونسي يتحدث عن برنامج عصرنة أجهزة الاتصال، الذي كان موضوع اجتماع يوم 25 فيفري استدعى إليه المدراء المركزيين وأبرز إطارات الأمن الوطني من بينهم ولطاش. ونفى المتهم أن يكون تونسي نظّم اجتماعا في 25 فيفري خصيصا لمحاسبته بشأن صفقة العتاد. وقد أبلغ تونسي ولطاش في لقائهما بأنه أوفد مفتشية الأمن الوطني إلى مديرية الوحدة الجوية، للتقصّي في صفقة شراء العتاد. وسأله عن شكوكه في أنه استغل وظيفته كرئيس للجنة الصفقات بالأمن الوطني، ليمنح صفقة شراء العتاد لشركة نائب مديرها هو صهر ولطاش، الذي استمع إليه بورزق كشاهد في القضية.