افتتحت مباريات كأس العالم بكرة القدم بعد ظهر اليوم الجمعة في جنوب افريقيا، اول بلد في القارة الافريقية يستضيف هذا المونديال العالمي، في غياب الزعيم الجنوب افريقي نلسون مانديلا الذي كان من المقرر ان يحضر ربع الساعة الاول من المباراة الاولى ولكن مقتل حفيدة ابنته البكر في حادث سير بعد عودتها من حفلة موسيقية خاصة بالعرس الكروي العالمي حال دون ذلك. ,بدأت مراسم حفل افتتاح كأس العالم التاسعة عشرة في جوهانسبورغ اثر تحليق خمس طائرات حربية من سلاح الجو الجنوب افريقي فوق ملعب سوكر سيتي. واطلق على حفل الافتتاح تسمية "اهلا وسهلا بكم عندنا في افريقيا". وسيستقطب هذا الحدث العالمي على مدى شهر كامل انظار مئات الملايين من المشاهدين في كل انحاء المعمورة. وتجمع المباراة الافتتاحية التي انطلقت عند الساعة 14,00 ت غ (16:00 توقيت القدس) على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبرغ منتخبي جنوب افريقيا والمكسيك قبل ان يتواجه الفريقان الاخران اللذان يكملان عقد المجموعة الاولى وهما فرنسا والاوراغواي في مدينة كايب تاون. وفتحت ابواب الملعب حوالى الساعة 8,00 ت.غ. ليدخل اول المشجعين الى مدرجاته فيما كانت مروحيات المراقبة تحلق فوقه. ومن المقرر ان يحضر حفل الافتتاح حشد من الشخصيات يتقدمهم رئيس البلاد جاكوب زوما والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى جانب حوالى عشرين رئيس دولة. لكن نلسون مانديلا، رمز النضال ضد نظام التمييز العنصري السابق، الذي كان يفترض ان يحضر الحفل الى جانب زوما، سيتغيب عنه بسبب الحادث الاليم الذي اصاب العائلة. واعلنت مؤسسة مانديلا في بيان "علم السيد نلسون مانديلا هذا الصباح بخبر الوفاة المأساوية لابنة حفيدته زيناني مانديلا في حادث سير. سيكون الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا بصحبة حفيدته التي قتلت في حادث سير من غير اللائق بالتالي ان يحضر شخصيا احتفالات افتتاح كأس العالم". وقبل ساعات من انطلاق الحفل، شبه الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة داني جوردان اجواء انتظار انطلاق كأس العالم مثل "اليوم الذي اطلق فيه سراح نلسون مانديلا من السجن" قائلا "كل شيء في البلاد سيتوقف". واضاف "انه مثل اليوم الذي اطلق فيه سراح مانديلا من السجن: كل شيء في البلاد سيتوقف". وتابع "في 11 شباط/فبراير 1990 كل جنوب افريقيا كانت مسمرة امام شاشات التلفزيون في انتظار اللحظة التي سيفتح فيها باب السجن". ويشارك في البطولة 32 فريقا قسمت على ثماني مجموعات. وتقام المباريات على عشرة ملاعب ستكتظ بالمتفرجين حيث ينتظر وصول نحو 300 الف شخص من الخارج لمؤازرة منتخبات بلدانهم. والجمعة نشرت قوات الامن اعدادا كبرى من عناصرها لمنع حصول اي خلل امني في ملعب "سوكر سيتي" حيث ينتظر حضور 85 الف مشجع. وقال قائد الشرطة بيكي سيلي "نحن في حالة تاهب قصوى" مشيرا الى ان حوالى 34 الف عنصر امن نشروا في المكان فيما يمكن استدعاء حوالى عشرة الاف عسكري من الاحتياطي كتعزيزات. وتعني هذه البطولة، وهي التاسعة عشرة منذ قيام المسابقة، الكثير لشعوب القارة السمراء التي تعاني من الفقر والجوع والمآسي وستشكل متنفسا لها ولو لفترة محدودة، وفرصة لاثبات قدرتها على تنظيم احداث رياضية ضخمة بحجم كأس العالم. والى جانب جنوب افريقيا البلد المضيف تاهلت خمسة منتخبات افريقية اخرى للبطولة هي غانا والكاميرون وساحل العاج ونيجيريا والجزائر، ممثل العرب الوحيد الذي وضعته القرعة في المجموعة نفسها مع انكلترا، الولاياتالمتحدة وسلوفينيا. ومنذ ان نالت جنوب افريقيا في ايار (مايو) عام 2004 شرف استضافة كأس العالم، واجهت اللجنة المنظمة انتقادات عدة خصوصا في ما يتعلق بالنقل وقلة مدرب المنتخب الارجنتيني دييغو مارادونا الفنادق المتوافرة. وتم التشكيك في قدرات هذا البلد على استضافة البطولة خصوصا في ما يتعلق بتوفير الامن للفرق المشاركة والجماهير. لكن المنظمين عبروا عن ثقتهم في قدرة جنوب افريقيا على مواجهة التحدي. وعلى رغم معدل الاجرام المرتفع في هذه الدولة الافريقية وصعوبة المواصلات، فقد نجحت في تخطي هذه العوائق لتكون على اهبة الاستعداد لاستقبال اسرة كرة القدم العالمية. ويؤكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر الذي كان وراء منح جنوب افريقيا شرف استضافة مونديال 2010 انه يجب "الوثوق بافريقيا وان نستبعد جميع الشكوك المتعلقة بالامن". وتفخر جنوب افريقيا، التي عادت الى الاسرة الدولية في اوائل التسعينات بعد فترة طويلة من العزلة اثر زوال نظام التمييز العنصري، انها تملك البنى التحتية الاساسية والضرورية لتنظيم حدث بحجم كأس العالم لكرة القدم. وقد بلغت الكلفة الاجمالية لتنظيم كأس العالم ملياري دولار. وتملك جنوب افريقيا 3 مطارات دولية في جوهانسبورغ وكايب تاون ودوربان، ومطارات داخلية في المدن المستضيفة للمباريات، وشبكة غنية من السكك الحديدية والطرق السريعة، وفيها نحو 500 فندق من الدرجة الاولى وهي من الدول المتقدمة نسبيا على صعيد السياحة اذ يزورها سنويا اكثر من 10 ملايين سائح. وستتنافس المنتخبات المشاركة على احراز الكأس المرموقة التي تزن 4,970 كلغ ويبلغ طولها 36 سنتم وهي من الذهب الخالص عيار 18 قيراطا. وتعتبر كل من منتخبات اسبانيا بطلة اوروبا 2008، والبرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الالقاب (5 مرات) والارجنتين وانكلترا وبدرجة اقل فرنسا وايطاليا حاملة اللقب حاليا والمانيا وهولندا، مرشحة لاحراز اللقب الغالي الا ان المنتخبات الافريقية مصممة على قلب التوقعات لابقاء الكاس في القارة السوداء. مارادونا وتبارى بعض مدربي الفرق الالمية في اطلاق تصريحات كان ابرزها الوعد الذي دونغا مدرب المنتخب البرازيلي قطعه دييغو مارادونا مدرب الفريق الارجنتيني على نفسه الخميس بفوز الأرجنتين ببطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، بفريق يرى عناصره متحدين وفي ظل تألق نجمه ليونيل ميسي، مع التشديد على مشاركة لاعبه كارلوس تيفيز في أولى مباريات الفريق غدا السبت امام نيجيريا في المجموعة الثانية. وكشف مارادونا في تصريحات تلفزيونية عقب تدريب الفريق أمس في جامعة بريتوريا: "نعد بلعب سبع مباريات... على الأرجنتينيين أن يشعروا بالاطمئنان لأن عليهم أن يدركون أن الفوز على هذا الفريق يتطلب ضعف عدد الأقدام من الفرق المنافسة. هؤلاء اللاعبون مستعدون لتقديم حياتهم هنا". كما أوضح أن ميسي "جيد تماما، في مستوى رائع لأنه لا توجد أية مشكلات"، بعد تدريب كان نجم برشلونة هو محط الأنظار فيه لتبديد الاشاعات التي دارت حول شعوره ببعض الآلام. وتسببت تصريحات مدرب الأحمال البدنية فيرناندو سينيوريني لصحيفة "سبورت" الأسبانية حول "الضرر الذي لا يمكن التخلص منه" لدى ميسي بعد موسم شاق مع النادي الأسباني، في إطلاق اشاعات من كل نوع حول اللاعب. لذا، أعرب المدير الفني أمس خلال آخر جزء من التدريبات المفتوحة أمام الصحافة أن المهاجم في حالة "رائعة"، بعدما شارك الأخير في التدريب كاملا مع زملائه. هولندا وكان متوقعاً أن يسافر جناح المنتخب الهولندي آريين روبن إلى جنوب أفريقيا في وقت لاحق اليوم الجمعة استعدادا لمشوار بلاده في كأس العالم لكرة القدم، بعد الخضوع لفحص طبي أخير على إصابته في أوتار القدم. وأكمل روبن (26 عاما) العلاج مع الطبيب ديك فان تورن، الذي أكد أن اللاعب جاهز للمشاركة، بعد ستة أيام من خروج نجم بايرن ميونيخ الألماني من المباراة الودية بعد تعرضه لإصابة في أوتار القدم مما أثار شكوك واسعة حول إمكانية غيابه عن المونديال. انكلترا كابتن الفريق الانكليزي ستيفن جيرارد / وسيقرر مدرب منتخب انكلترا فابيو كابيللو اليوم ما اذا كان سيختار لاعب الوسط جيمس ميلنر (آستون فيللا) ليلعب غداً في المباراة ضد منتخب الولاياتالمتحدة، وذلك بعد اصابته بفيروس في المعدة. واذا لم يختره فان جو كول (تشيلسي) سيلعب مكانه. ونصح صانع الالعاب الالماني ميكايل بالاك لاعبي وسط المنتخب الانكليزي ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد بالتخلي عن غرورهما اذ ما ارادا قيادة "الاسود الثلاثة" للذهاب بعيدا في مونديال جنوب افريقيا 2010. وكتب بالاك الذي يغيب عن منتخب بلاده بسبب الاصابة التي تعرض لها خلال مباراة فريقه تشلسي الانكليزي مع بورتسموث في نهائي الكأس المحلية، في صحيفة "ذي تايمز" البريطانية بان على ثنائي وسط منتخب المدرب الايطالي فابيو كابيلو ان يتخليا عن "انا، انا، انا" اذا ما ارادا ان تتغلب بلادهما على الولاياتالمتحدة غدا السبت في مباراتها الاولى في النهائيات وان تحقق مشاركة ناجحة في المونديال الاول على الاراضي الافريقية. وتابع بالاك المرشح لترك تشلسي حيث لعب الى جانب لامبارد منذ عام 2006، "يجب ان يتمتع جيرارد ولامبارد بالذكاء الكافي من اجل ان يحققا النجاح"، مضيفا: "واجها المشاكل في السابق لكن عليهما التخلي عن غرورهما تماما. البرازيل واعربلااقصو السامبا افراد منتخب البرازيل عن سعادتهم في الفندق الفاخر الحديث الذي يقيمون فيه في منتجع "فيرواي ريزورت آند سبا" في جوهانسبرغ قبل أولى مباريات الفريق في مونديال جنوب أفريقيا أمام كوريا الشمالية الثلاثاء المقبل. وعلى خلاف ما حدث في مونديالات أخرى، لا يحتاج لاعبو الفريق المتوج بطلا للعالم خمس مرات من قبل إلى رفيق: فالغرف لفرد واحد. وعندما يشعرون بالوحدة، ينتقل البرازيليون إلى قاعة الألعاب حيث يخوضون "بطولات" متوازية لتنس الطاولة و"السنوكر" و"البلاي ستيشن". أما كاكا وجوليو سيزار وجوليو باتيستا فيفضلون مباراة جولف في ملعب "راندبارك" المجاور. ويخضع الفريق البرازيلي لحماية صارمة، حتى داخل الفندق، حيث يقيم 30 من أفراد الأمن، من بينهم رجال الشرطة السرية الجنوب أفريقية، ويتمتعون بخصوصية تامة. ويبدو أن لاعبي المدير الفني كارلوس دونغا بدورهم يشعرون بالرضا. حتى أن معظمهم لم يفضل الخروج يوم الثلاثاء الماضي خلال آخر أيام الإجازات قبل استهلال المونديال بمواجهة كوريا الشمالية يوم 15 حزيران (يونيو) الجاري. يقول لاعب الوسط جيلبرتو سيلفا: "بقينا في الفندق، استمتعنا وتحدثنا واستعدينا للمباراة الأولى".
