تنطلق الجمعة في جنوب افريقيا أول بطولة لكاس العالم في كرة القدم تقام في القارة السوداء حيث سيستقطب العرس الكروي العالمي خلال شهر كامل أنظار مئات الملايين من المشاهدين في كل انحاء المعمورة. وتجمع المباراة الإفتتاحية التي تنطلق في الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ منتخب الدولة المضيفة ونظيره المكسيكي قبل أن يتواجه الفريقان الآخران اللذان يكملان عقد المجموعة الاولى وهما فرنسا والأوراغواي في مدينة كايب تاون. ومن المقرر أن يحضر حفل الافتتاح حشد من الشخصيات يتقدمها الزعيم الجنوب إفريقي التاريخي نلسون مانديلا، رمز النضال ضد نظام التمييز العنصري السابق، إلى جانب رئيس البلاد الحالي جاكوب زوما، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، نائب الرئيس الامريكي جو بايدن والرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون. ويشارك في البطولة 32 فريقا قسمت على ثماني مجموعات. وتقام المباريات على عشرة ملاعب ستكتظ بالمتفرجين الذين ينتظر وصول نحو 300000 منهم من الخارج لمؤازرة منتخبات بلدانهم. وتعني هذه البطولة، وهي التاسعة عشرة منذ قيام المسابقة، الكثير لشعوب القارة السمراء التي تعاني من الفقر والجوع والمآسي، وستشكل متنفسا لها ولو لفترة محدودة، وفرصة لإثبات قدرتها على تنظيم أحداث رياضية ضخمة بحجم كأس العالم. * القدرة الافريقية وبجانب جنوب افريقيا البلد المضيف تاهلت ستة منتخبات إفريقية للبطولة هي غانا، الكاميرون، ساحل العاج، نيجيريا والجزائر، ممثل العرب الوحيد الذي وضعته القرعة في المجموعة نفسها مع انكلترا، الولاياتالمتحدة وسلوفينيا. ومنذ أن نالت جنوب افريقيا في ايار عام 2004 شرف استضافة كأس العالم، واجهت اللجنة المنظمة إنتقادات عدة خصوصا في ما يتعلق بالنقل وقلة الفنادق المتوافرة. وتم التشكيك في قدرات هذا البلد على استضافة البطولة خصوصا في ما يتعلق بتوفير الأمن للفرق المشاركة والجماهير. بيد أن الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة داني جوردان ردّ على المشككين بقوله "لقد قالوا إننا سنواجه الإفلاس وكانوا مخطئين، قالوا أيضا إن أحدا لن يشتري بطاقات لحضور مباريات كأس العالم، وهنا أيضا اخطأوا، لم يترددوا في القول إن الناس خائفون من الحضور إلى جنوب إفريقيا وكانوا على خطإ إيضا. المنتخبات وأنصارها يصلون تباعا وهذا أكبر دليل على أن الحضور سيفوق التوقعات". وأضاف "تمثل كرة القدم الأمل، كرة القدم تمثل السعادة، كرة القدم تمثل الإنجازات، كرة القدم تمثل تطور أشخاص كثيرين في هذه القارة". وعلى رغم معدل الإجرام المرتفع في هذه الدولة الإفريقية وصعوبة المواصلات، فقد نجحت في تخطي هذه العوائق لتكون على أهبة الاستعداد لاستقبال أسرة كرة القدم العالمية. * بلاتر يثني على إفريقيا ويؤكد رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السويسري جوزيف بلاتر، إنه يجب "الوثوق بإفريقيا وإن نستبعد جميع الشكوك المتعلقة بالأمن". وقال بلاتر الذي كان وراء منح جنوب إفريقيا شرف استضافة مونديال 2010 "للأسف، هناك في هذا العالم الذي نعيش فيه أناس يعتقدون أن ليس لإفريقيا الحق في استضافة كأس العالم هذه. يجب أن نثق بافريقيا. أتركوا إفريقيا تقوم بهذه المهمة وسترون أنها ستقوم بها على أكمل وجه". وأضاف بلاتر "أرجوكم، لنوقف الشكوك حول قدرة الإفريقيين على التنظيم وحول الأمن أيضا". وتفخر جنوب إفريقيا، التي عادت إلى الحظيرة الدولية في أوائل التسعينات بعد فترة طويلة من العزلة إثر زوال نظام التمييز العنصري، إنها تملك البنى التحتية الأساسية والضرورية لتنظيم حدث بحجم كأس العالم لكرة القدم، خصوصا بعدما أجرت تعديلات على بعضها من حيث التحديث والتوسيع، وقد بلغت الكلفة الإجمالية لتنظيم كأس العالم ملياري دولار. وتملك جنوب إفريقيا 3 مطارات دولية في جوهانسبورغ وكايب تاون ودوربان، ومطارات داخلية في المدن المستضيفة للمباريات، وشبكة غنية من السكك الحديدية والطرق السريعة، وفيها نحو 500 فندق من الدرجة الأولى وهي من الدول المتقدمة نسبيا على صعيد السياحة اذ يزورها سنويا اكثر من 10 ملايين سائح، وهي معروفة بأنها بلد الماس، إذ اكتشف فيها قبل نحو قرن ونصف قرن وتحديدا في العام 1867. وستتنافس المنتخبات المشاركة على إحراز الكأس المرموقة التي تزن 4،970 كلغ ويبلغ طولها 36 سنتم وهي من الذهب الخالص عيار 18 قيراطا. وستكون منتخبات إسبانيا بطلة أوروبا 2008 والبرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب (5 مرات) والأرجنتين وانكلترا، وبدرجة أقل فرنسا وإيطاليا حاملة اللقب حاليا وألمانيا وهولندا، مرشحة لإحراز اللقب الغالي، إلا أن المنتخبات الإفريقية مصممة على قلب التوقعات لإبقاء الكاس في القارة السوداء.