انتفاضة السفن التي كانت انطلقت من تركيا باتجاه قطاع غزة قبل أسابيع لا يبدو أنّها ستتوقف قريبا وذلك رغم الحملة المسعورة التي استهدفت قافلة أسطول الحرية في المياه الدولية وأدّت إلى سقوط تسعة من النشطاء الأتراك ممن كانوا على متن السفينة التركية. وبعد إعلان منظّمة «أصوات يهودية من أجل سلام عادل jewish voices for a just peace ». وهي منظمة يهودية المانية أنّها بصدد البحث عن سفينة ثانية لتعزيز سفينة المساعدات التي جمعتها لأهالي غزة نظرا لتفاقم أعداد الراغبين في الانضمام إليها جاء دور كل من إيران ولبنان للإعلان عن سفن جديدة تستعد للتوجه إلى غزة أسوة بقافلة أسطول الحرية. وفي محاولة لاستباق الأحداث أكد مسؤول إيراني أنّ بلاده ستستمر في إرسال سفن المعونة إلى غزة إلى أن ينتهي الحصار. وقد غادرت أول سفينة إيرانية أولى منذ الأحد الماضي على أن تلتحق بها سفينة إيرانية ثانية الجمعة القادم ونقلت صحف إيرانية أنّ نحو مائة ألف إيراني تطوعوا لمرافقة السفن الإيرانية إلى غزة كل ذلك فيما يستعد ربع النواب الإيرانيون للتوجه إلى غزة عبر معبر فتح
سفينة «مريم»
وقد جاء الإعلان عن هذه الخطوة بالتزامن مع الإعلان من العاصمة اللبنانية بيروت عن استعداد قافلة نسائية للإبحار بدورها إلى غزة وتأتي هذه الرحلة البحرية التي من المتوقع أن تنطلق خلال أيام بمبادرة نساء عاديات قررن المشاركة في هذه الرحلة بصفة شخصية بهدف كسر الحصار على غزة في إطار حركة «فلسطين حرة» التي يمثلها ياسر قشلق وسيكون على متن السفينة مريم نحو خمسين من النساء نصفهنّ من اللبنانيات والنصف الآخر من مختلف دول العالم وهنّ من المسلمات والمسيحيات محجبات وعلمانيات أجمعن على ضرورة مواصلة الحملة من أجل كسر الحصار على غزة بعد الجريمة التي استهدفت أسطول الحرية. والواضح أنّ السلطات الإسرائيلية لا تنظر إلى هذه المبادرة بعين الرضا حيث بدأت الترويج بأنّ سفينتي المساعدات الإيرانية واللبنانية على حد سواء تسعى لتسليح حماس وتزويدها بالسلاح. وتتحسب أجهزة الأمن الإسرائيلية لوصول القافلتين المرتقبتين.
وقالت صحيفة (هآرتس) إنّ جهاز الأمن قلق في هذه المرحلة من القافلة اللبنانية أكثر من القافلة الإيرانية وخصوصا إنّ المشاركات من النساء فقط في القافلة اللبنانية.
حزب الله والقافلة اللبنانية
وأضافت الصحيفة إنّ أجهزة الأمن الإسرائيلية لا تعرف مدى علاقة حزب الله بالقافلة اللبنانية لكن ترجح أنّ حزب الله ضالع في الاتصالات لإعداد القافلة لكن ليس معروفا ما إذا كان الحديث يدور عن ضلوع في التمويل فقط أم أنّ ضلوعه يتعدى ذلك. ومن جانبها، قالت منسقة اللجنة التحضيرية للرحلة اللبنانية سمر الحاج: «إنّ المبادرة انطلقت من نساء عاديات جدا، مؤمنات بكسر الحصار وملتزمات بالعداء للكيان الصهيوني، سيشاركن في الرحلة بصفتهن الشخصية». يذكر أنّ سمر الحاج هي عقيلة اللواء علي الحاج الذي سجن لحوالى أربع سنوات في قضية مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، قبل أن يفرج عنه مع ثلاثة من رفاقه بقرار من المحكمة الخاصة بلبنان في أفريل2009.
وأوضحت أنّه تمت تسمية السفينة بهذا الاسم «لأنّ (مريم) مميزة عن سائر النساء في الكتب المقدسة، وهي سيدة النساء، وكنا نفتش على اسم غير قابل للنقاش»...
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أنّ إسرائيل نقلت إلى لبنان رسائل تحذيرية عبر عدة قنوات دبلوماسية حذرت فيها من أنّها لن تتيح وصول قافلة «مريم» إلى قطاع غزة.
وأشارت مصادر إسرائيلية أنّ تل أبيب تجري اتصالات مع جهات دولية بينها الاتحاد الأوروبي والرباعية الدولية في محاولة لبحث السبل الكفيلة بمنع وصول مزيد من القوافل البحرية الدولية إلى قطاع غزة ووقفها في البحر بعيدا عن الشواطئ الإسرائيلية. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر في الدوائر الأمنية المختصة قوله في رسالة حازمة «إنّه في حال تواجد نشطاء من حزب الله على ظهر السفن اللبنانية التي تخطط للتوجه من لبنان إلى غزة نهاية الأسبوع الجاري فإنّ الحكومة اللبنانية سوف تتحمل المسؤولية عما قد يحدث وعن أيّ مواجهة بحرية قد تقع».