قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية: إنّ سويسرا خططت لإرسال أفراد من قواتها الخاصة وأجهزة الاستخبارات لإنقاذ رهينتين لدى ليبيا، مشيرةً إلى أنّ هذه المعلومات أكّدها الرئيس السويسري الذي اعترف بالأمر مشددًا على أنّ حيادية بلاده لا تمنع إنقاذ الرهائن. وأضافت "الجارديان" أنّ الحكومة السويسرية خططت لتهريب الرهينتين عبر طائرة السفير السويسري، أو عبر الحدود الجزائرية لكن هذا الخيار سقط بسبب مطالبة الجزائر بتسليم منشقين جزائريين في جنيف مقابل ذلك. وتابعت: "وكانت هناك فكرة لتهريبهما عبر الحدود الجنوبية مع النيجر، لكن الخطة كلها ألغيت عندما علمت ليبيا بها من الجزائر." بدورها، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن صحيفة "لا تريبون دي جنيف" السويسرية"، أنّ عدة مصادر تؤكد أن السلطات السويسرية درست هذا الاحتمال وأنها أصدرت مرتين تفويضًا عسكريًا لتنفيذه". وأوضحت "المحاولة الأولى كانت مع بداية احتجاز رجلي الأعمال السويسريين ماكس جولدي ورشيد حمداني اللذين اعتقلا في يوليو 2008 ولجآ إلى القنصلية السويسرية في طرابلس، وتمثلت في محاولة إخراجهما من ليبيا في طائرة السفير السويسري". وبعد ذلك، تَمّ الإعداد في ديسمبر 2008 لتهريبهما إلى الجزائر. لكن برن عدلت عن ذلك لأنها رفضت شروط الجزائر التي طلبت ترحيل معارضين سياسيين جزائريين من سويسرا. أما المحاولة الثالثة، فتمثلت في إخراج رجلي الأعمال عبر النيجر والرابعة تهريبهما بحرًا باستخدام غواصة، كما أضافت الصحيفة. وردًا على سؤال الصحيفة بشأن إمكانية اللجوء للخيار العسكري، قالت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي إنه "عند حدوث أزمة لا يمكن استبعاد أي خيار"، دون مزيد من التوضيح. وانتهى احتجاز رجلي الأعمال السويسريين في ليبيا ليل الاثنين الماضي بعودة ماكس جولدي إلى سويسرا بعد الإفراج عن حمداني في فبراير الماضي. واعتقل جولدي، 54 سنة، مسئول مجموعة "إيه بي بي" للهندسة في ليبيا ووضع قيد الإقامة الجبرية مع رجل الأعمال السويسري رشيد حمداني في 19 يوليو 2008 ردًا على اعتقال أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، هانيبال، في جنيف إثر شكوى رفعها اثنان من خدمه بتهمة سوء المعاملة. وأثارت هذه القضية أزمة دبلوماسية خطيرة بين برن وطرابلس اللتين وقعتا الأحد الماضي "خطة عمل" برعاية الاتحاد الأوروبي تفتح المجال أمام تطبيع علاقاتهما.