كثيرا ما يتم التساؤل عن أسباب الاختلاف والخلافات بين الأزواج التي قد تؤدي في غالب الأحيان إلى الطلاق... وتبعا لذلك يقر الكثيرون ممن دخلوا القفص الذهبي أنّ المحرك الرئيسي للمشاكل داخل مؤسسة الزواج بين الزوجين هو «المال» ومسؤوليات التصرف والانفراد فيه داخل الأسرة... هذا الطرح لم يعد مجرد فرضية حيث اعترف 55 بالمائة من الرجال أنهم يرجعون أسباب الخلاف إلى ضعف الموارد في حين تذهب 46 بالمائة من المستجوبات إلى نفس المذهب.. ويعترف 25 بالمائة منهم بغياب الحوار و12 بالمائة بأحادية القرار. هذه المعطيات وردت في دراسة حديثة أنجزها مركز الدراسات والبحوث والتوثيق والإعلام حول المرأة تتعلق ب«المال بين الزوجين والتصرف في الدخل الأسري» لسنة 2007 على عينة من المتزوجين بإقليم تونس من كلا الجنسين تتكون من 500 متزوج و500 متزوجة. وتبعا لذلك يرجع 26 بالمائة من الرجال و25 بالمائة من النساء أسباب الخلاف إلى غياب التواصل حول المسائل المالية في حين أرجعت 13 بالمائة من النساء أسباب الخلاف إلى أحادية القرار... مصادر الخلاف... وفي تشخيص لمصادر الخلاف بين الزوجين كشفت الدراسة المذكورة سالفا أنّ 7 بالمائة من النساء يرجعن أسباب توتر العلاقات وسوء التفاهم إلى تقتير الزوج في الإنفاق في حين أنّ 4 بالمائة فقط من الرجال صرحوا بذلك باعتبار أنّ العديد من الزوجات لا يعرفن دخل أزواجهنّ ولا أوجه صرف ما يتوفر لديهم من مال... أساليب تجاوز الخلافات الزوجية... وصرح بعض المستجوبين ممن شملتهم الدراسة أنّ الخلافات بسبب المال أمر طبيعي ولا بد منه حتى أنّ البعض منهم لا يرون بأسا في ذلك، من ذلك أنّ هنالك من قال بصريح العبارة أنه «يريد المحافظة على نفس طريقته في التصرف في المال مع بعض الخلافات و«بركة ربي تنزل»... على حد تعبيره. ومع ذلك يقر غالبية المتزوجين من الرجال الذين صرحوا بحصول خلافات بسبب المال أنهم تجاوزوا ذلك بمجرد الحوار أو تدخل بعض الأطراف الأخرى أي الأقارب والأصدقاء... حيث بينت الدراسة أنّ الخلافات التي تحصل بين الزوجين بسبب المال لم تصل في مجمل الأحيان إلى حد يستحيل معه مواصلة الحياة ليظل بذلك الزواج قائما حفاظا على مصلحة الأبناء ودعما لمبدإ الحوار المستمر...