في تشخيص لمصادر الخلاف بين الزوجين توصلت دراسة حديثة أنجزت حول «المال بين الزوجين والتصرف في الدخل الأسري» أن 80% من الخلافات بين الأزواج في تونس بسبب المال وقد أرجع 50% من المستجوبين هذه المشاكل لضعف الموارد و25% لغياب الحوار حول ميزانية العائلة و12% بسبب أحادية القرار في شأن نفقات الأسرة وأولوياتها المالية .. الأجور والخلافات كما أفضت الدراسة إلى حقيقة جديدة في مجتمعنا وهي وجود علاقة بين درجة الخلافات العائلية ودخل الزوجين إذ كل ما ارتفع أجر الزوج أو الزوجة تقلصت حدة الخلافات وذلك بفضل تلبية الحاجيات الأساسية للأسرة ! هذه الحقيقة ترجمتها الأرقام فعندما يتقاضى الزوج أجرا دون 200 دينار تكون نسبة حدوث الخلافات في حدود 53% وتتدنى هذه النسبة إلى 49% بالنسبة إلى الأزواج الذين يتراوح دخلهم بين 200 و500 دينار وتنزل هذه النسبة إلى 37% عندما يتجاوز دخل الزوج 800 دينار. كذلك بالنسبة إلى أجر الزوجة إذ تقارب خلافاتها مع شريكها 55% عندما يكون أجرها دون 200 دينار وتنزل نسبة الخلافات إلى 43% بالنسبة إلى الزوجات اللاتي يتراوح دخلهن بين200 و500 دينار كما تنزل النسبة إلى 40% للفئة التي يتراوح دخلها بين 500 و800 دينار والى 39% بالنسبة إلى من فاق دخلهن 800 دينار... كل هذه النتائج تبرز بوضوح أن مساهمة الزوجة في نفقات الأسرة تحقق الاستقرار الأسري وذلك من خلال شعورها بالطمأنينة على مستقبلها ومستقبل عائلتها وتكون بذلك أكثر قدرة على إسعاد عائلتها وتخفيف الضغوط المتراكمة على عاتق زوجها. الاستقرار المهني... وخلصت الدراسة أيضا إلى استنتاج طريف وهو أن الاستقرار المهني له انعكاس إيجابي على الاستقرار العائلي وتشير الإحصائيات إلى أن الاستقرار المهني يفرز تراجعا في الخلافات العائلية ذلك أن 48% من الخلافات تعيشها الأسر التي يكون فيها عمل الزوجة غير قار مقابل 43% بالنسبة إلى الزوجات اللائي تعشن استقرارا في عملهن. أما النسب المرصودة لدى الأزواج فهي 54% من توتر العلاقات الزوجية بسبب عدم انتظام عمل الزوج مقابل 48% فقط لدى الأزواج المنتظمين في العمل وهي مسألة منطقية ذلك أن عدم الاستقرار في العمل له تأثير مباشر على الدخل الأسري وعلى نفسية الأزواج بسبب الخوف من عدم كفاية الموارد كما أن عدم الانتظام في العمل يغلق أمام الأزواج إمكانية الاقتراض من البنوك لتغطية لحاجيات. الحب والمال بينت الدراسة أيضا أن الخلافات بين الأزواج بسبب المال بالنسبة إلى السنة الأولى والثانية من الزواج لا تتعدى 12% إذ يطغى الجانب العاطفي في المعاملات على الجانب المادي لكن هذه النسبة تبلغ ذروتها فتصل إلى 53% بالنسبة إلى من قضوا مدة زواج تتراوح بين 10 و15 سنة ثم تعود هذه النسبة لتنخفض إلى 43% بالنسبة إلى الذين تزوجوا لفترة أطول من 15 سنة وفسرت الدراسة تراجع الخلافات في هذه المرحلة بمرور الأبناء من مصدر أساسي للمصاريف إلى مصدر للدخل الإضافي أو الاستقلال وتكوين أسرة مما يقلل من الضغط على ميزانية الأسرة... كما أوضحت نفس الدراسة انه كلما زاد عدد أفراد العائلة كلما زادت المشاكل الأسرية, إذ تصل نسبة الخلافات إلى 53% للأسر التي يصل عدد أفرادها إلى 6أشخاص مقابل 26% فقط للأسر المتكونة من شخصين. ولا تغفل الدراسة جانب التعليم فكلما كان الزوجان متعلمين كلما تقلصت الخلافات بينهما ويعود ذلك إلى ارتفاع أجور المتعلمين والى انخفاض عدد أبناء الزوجين المتعلمين وبالتالي التقليص من حجم النفقات الأسرية وبالنتيجة الخلافات. L'incompatibilité d''''humeur parmi les causes du divorce الشح كما كشفت نتائج الدراسة أيضا أن عديد التونسيات لا يعرفن دخل أزواجهن ولا أوجه صرف ما يتوفر لهم من مال كبير وتعتبر 7% منهن أن سبب الخلافات الزوجية يعود إلى شح أو تقتير الزوج مما يجبر الزوجة لا على الخلاف فحسب بل وعلى القيام بتصرفات غير لائقة على غرار سرقة القرين ! حلول انتهت هذه الدراسة أن التونسي يتجاوز الخلافات بسبب المال بنسبة 53% عن طريق الحوار بين الزوجين و37% بفضل تدخل أطراف أخرى من العائلة والأصدقاء و10% مازالوا يعانون من هذه المشاكل دون الوصول إلى حل ويظل الزواج قائما بالرغم من الخلافات للحفاظ على الأبناء ...