بسم الله الرحمن الرحيم بألم شديد وحزن عميق تلقت حركة النهضة وفاة صديق لها عزيز، الأستاذ الأديب السيد محمد مزالي الذي وافاه الأجل عن سن ناهزت الخمسة والثمانين. شغل الأستاذ محمد مزالي مواقع قيادية مهمة في الحياة الفكرية والسياسية والرياضية التونسية والدولية: فعلى الصعيد الأول عرف بنضاله المستميت عن الحضارة الإسلامية وعن اللغة العربية باعتباره أحد أبرز أدباء تونس من خلال إصداره لأزيد من عقدين مجلة الفكر، وترأس اتحاد الكتاب التونسيين، وإصداره عدد من الكتب. ولم تشغله المسؤوليات السياسية التي تحمّلها عن مواصلة نضاله لخدمة العربية وآدابها، فقد ناضل باستماتة عن مشروع التعريب، غير أنه ما كاد يقطع به خطوة حتى تدخّل الرئيس بورقيبة حامي الفرنكفونية عدو العروبة والإسلام، ليزيحه عن وزارة التربية، وكان ذلك نفسه ما علل به عزله عن الوزارة الأولى: "عرّبت يا سي محمد أكثر من اللازم"، بينما لم يكن التعريب قد تجاوز السنة الثالثة ابتدائي، وبضعة مواد من الثانوي. كما كان السيد محمد مزالي قد قاد عند توليه الوزارة الأولى سنة 1980 مشروع الانفتاح والتعددية، فتم الاعتراف لأول مرة ببعض الأحزاب، وكان ينوي توسيع المشروع ليشمل كل التيارات بما في ذلك الإسلاميين، فاستقبل ثلاثة من زعمائهم: رئيس الحركة وأمينها العام الشيخ عبد الفتاح مورو ورئيس مكتبها السياسي المهندس حمادي الجبالي، وذلك قبل عزله بقليل (1986)، وكان ذلك من الأسباب. ولم يقف الأمر عند عزله بل أخذ خصومه يؤلبون العجوز الدكتاتور عليه، ما اضطره إلى التسلل عبر الجبال إلى الجزائر، فتتمّ محاكمته وتلفيق تهم الفساد ضدّه، لتبرير إصدار حكم ثقيل عليه بالسجن يضطره إلى الاغتراب حوالي عقدين من الزمن، نشط خلالها مع المعارضة في المهجر. حركة النهضة تنعى في السيد محمد مزالي صديقا حميما ومناضلا وطنيا أصيلا من أجل الحرية والحضارة العربية الإسلامية، وتستمطر له الرحمة والغفران من الغفور الرحيم، وترفع التعزية إلى أسرته الكريمة، سائلة لها الصبر والسلوان"وإنّا لله وإنّا اليه راجعون" الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة 11رجب الموافق1430 الموافق23جون2010