استجابت دمشق لطلب أنقرة وقف نشر ملصقات بدأت تظهر في الآونة الأخيرة في سورية, تربط بشكل مباشر بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد, إضافة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل, والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله.
وكشفت مصادر شديدة الخصوصية ل"السياسة", أمس, أنّ السفير التركي في دمشق عمر أوهانون وجه قبل أيام عدة رسالة عاجلة إلى رئيس مكتب أوروبا في وزارة الخارجية السورية رضوان لطفي وإلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم, يطلب فيها وقف نشر هذه الملصقات. وتضمنت رسالة السفير التركي عدم ارتياح أردوغان حيال التقرير الذي تلقاه من سفارة بلاده في دمشق بشأن هذه الملصقات, بسبب الضرر الذي تلحقه بتركيا, وخاصة في هذه المرحلة التي تشنّ فيها الصحف الدولية والمحلية المعارضة حملة ضد رئيس الوزراء تتهمه فيها بالابتعاد عن الغرب والانضمام إلى "معسكر الممانعة", مع كل ما يتضمنه ذلك من مس بعيد المدى بالمصالح الوطنية التركية.
ووفقا للمصادر, أكد السفير التركي في رسالته أنّ أردوغان لا يخجل من مواقفه ولا ينوي الابتعاد قيد أنملة عن دعمه سورية وإيران و"حماس" و"حزب الله", لكن الفترة الحالية تتطلب التعامل بهدوء ومن دون انفعال في مواجهة "العدو المشترك", وعدم منح هذا العدو أي وسيلة يمكنه أن يستخدمها ضد تركيا وسورية وإيران وحركات المقاومة.
وأكدت المصادر أنّ الرسالة أعطت نتائجها على وجه السرعة, حيث دهمت قوة كبيرة من الأمن السياسي قبل يومين, ثلاث مطابع في حي القزاز بدمشق, وصادرت الآلاف من الملصقات الجاهزة للتوزيع, كما أوقفت أصحاب هذه المطابع للتحقيق معهم.
في موازاة ذلك, تلقت شرطة المرور تعليمات بإزالة أي ملصقة من هذا النوع من السيارات والحافلات, كما تدرس وزارة الداخلية إصدار تعليمات بمنع طباعة أو تحضير أو توزيع أو إلصاق أي ملصق في الأماكن العامة إلا بعد موافقة الجهات الأمنية. وأشارت المصادر إلى أنّ رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء ديب زيتون رفع تقريرًا في هذا الشأن إلى الرئيس الأسد الذي أوعز بضرورة إرسال رسالة تطمين إلى رئيس الوزراء التركي عن طريق السفارة التركية في دمشق.