حشر الكيان الصهيوني انفه في التصعيد التركي السوري الاخير وحرض حلف شمال الاطلسي على ضرب سوريا معتبرا ان اطلاق قذيفة مورتر من سوريا على بلدة تركية والذي أسفر عن مقتل مدنيين يجب اعتباره هجوما على الحلف رغم ان الجانبين عبرا عن نيتهما في احتواء الموقف وتهدئة الامور. وقال دان ميريدور نائب رئيس الوزراء الصهيوني للصحفيين خلال زيارة للعاصمة الفرنسية باريس «على المرء أن يقول ان هذا وفقا لمعاهدة حلف شمال الأطلسي كان هجوما على عضو في الحلف.. وهذا يعني (على) فرنسا» في اشارة الى عضوية فرنسا بالحلف.
تحريض صهيوني
ولم يحدث تبادل لاطلاق النار بين سوريا واسرائيل منذ نحو ثلاثة عقود وفسرت وسائل اعلام محلية بيانا أدلى به قائد القوات المسلحة الاسرائيلية أمام البرلمان بشأن خطر «التدهور الذي لا يمكن السيطرة عليه» في الوضع في سوريا باعتباره تحذيرا من فتح جبهة قتال جديدة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.وقال ميريدور انه لا يريد الخوض في تفاصيل بشأن الحادث لكنه قال انه يجب وقف أعمال القتل في سوريا.وقال عقب اجتماع مع وزيري الدفاع والخارجية الفرنسيين «سوريا في وضع مروع.. حرب أهلية. كل يوم يقتل رجال ونساء وأطفال ويجب أن يتوقف هذا» على حد قوله..
واضاف «لا نرى نهاية لهذا في الوقت الحالي».وقال ميريدور «التحالف مع ايران مقلق للغاية (بالنسبة لنا). ايران من جهة وحزب الله من جهة أخرى وسوريا في الوسط. من المهم للغاية بالنسبة لنا كسر هذا التحالف الشرير»حسب تعبيره..
وفي ذات السياق حذرت مصادر امنية صهيونية من احتمال أن تؤدي ما اسمتها الحرب الاهلية في سوريا الى تنفيذ ما وصفتها ب«عمليات ارهابية» على الحدود الشمالية.وقالت المصادر ذاتها أن التآكل في سيطرة النظام السوري وتغلغل منظمات الجهاد العالمي يشكلان تهديدا جديدا. ..وان أساس المخاوف الاسرائيلية من أن يقوم نشطاء منظمات الجهاد العالمي من سوريا والعراق وأفغانستان بتكرار عملياتهم التي ينطلقون بتنفيذها من جزيرة سيناء»..
وقالت المصادر انها ترى أمام أعينها انعكاسات ضعف نظام الاسد، مشيرة الى ان انعدام الاستقرار في المناطق القريبة من الحدود سيجعل من لحظة اطلاق النار بشكل مقصود وليس عن طريق الخطإ نحو اسرائيل تقترب»..
وأضافت المصادر ان «اسرائيل» لا يمكنها أن تسلم بوقوع هجمات أو محاولات تسلل الى اراضيها، وانها ستتصدى لذلك بكل الوسائل، فمن الممنوع الرد بتسرع، لكن يجب أن نكون واضحين وحازمين بأن لهذا يوجد رد».
وكان رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الواء «أفيف كوخافي» قد أجرى جولة تفقدية على الحدود السورية في أعقاب اخلاء جبل الشيخ القريب من هضبة الجولان السورية المحتلة من السياح بعد أن وصلت اشارات للجيش الاسرائيلي بوصول مسلحين سوريين الى المناطق القريبة على الحدود مع «اسرائيل.».ونقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» عن رئيس الاستخبارات قوله «ان المعارك السورية على بعد أميال قليلة من اسرائيل»، مضيفا «ان القتال بين الجيش النظامي السوري والمسلحين يقترب شيئًا فشيئًا من الخط الحدودي بيننا وبين سوريا».
وأوضح أن تقديرات الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية تشير الى أن هضبة الجولان ستصبح في الوقت القريب العاجل منطقة ضعيفة مع ضعف الحكم المستمر في سوريا، مشيرا الى أن عدم سيطرة النظام السوري على الحدود وتسلل المزيد من عناصر النظام الجهاد العالمي خلق أوضاعا جديدة تهدد النظام الأمني لدى اسرائيل».
ودعا «كوخافي» الاستخبارات العسكرية والجيش الاسرائيلي للعمل على الاستعداد الجيد من أجل مواجهة هذه التحديات والمهمات التي هي من مهمة الاستخبارات، كما طالب عناصر الاستخبارات الذين يعملون على الحدود السورية بمساعدة الجيش من خلال جمع المزيد من المعلومات والبحث عن العمليات الجارية.
رفض تركي
من جانبه أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان أن بلاده «لا تنوي خوض حرب مع سوريا»، وذلك بعدما فوض البرلمان التركي الحكومة بنشر قوات عسكرية خارج الحدود، ردا على سقوط قذائف سورية الأربعاء الماضي في بلدة تركية حدودية، أدت الى مقتل خمسة مدنيين.وقال أردوغان في مؤتمر صحفي: «كل ما نريده في هذه المنطقة هو السلام والأمن.. تلك هي نيتنا.. لا ننوي خوض حرب مع سوريا». وأضاف أن «احدى أفضل الوسائل لمنع الحرب هو الردع الفاعل»، موضحا أن تصويت البرلمان التركي يهدف الى تحقيق هذا الردع.
لكن أردوغان حذر دمشق من مغبة اختبار صبر تركيا، مضيفا أن «الجمهورية التركية دولة قادرة على حماية مواطنيها وحدودها، فلا يخطرن ببال أحد أن يختبر عزيمتنا في هذا الشأن».
وذكر رئيس الحكومة التركي بأنها ليست المرة الأولى التي تقصف فيها القوات السورية أراضي بلاده، بدعوى أنها حوادث عرضية، قائلا انها المرة السابعة التي تسقط فيها قذائف سوريا على الحدود التركية..» في الاثناء اكد السفير السوري في الأممالمتحدة بشار الجعفري أن سوريا «لا تسعى وراء التصعيد مع أي من جيرانها بما في ذلك تركيا»، مشيرا أن «الحكومة السورية لها مصلحة حاسمة في المحافظة على علاقات حسن الجوار مع تركيا». واضاف: «في حال وقوع حادث حدودي بين دولتين، يجب أن تتحرك الحكومتان بطريقة حكيمة وعقلانية».
ودعا الجعفري تركيا الى «التعاون من أجل مراقبة الحدود» المشتركة بهدف منع «تسلل مجموعات مسلحة»، متهما بعض هذه المجموعات بتنفيذ اعتداءات في سوريا،وموضحا أن الرد التركي على مواقع سورية من الجانب الآخر من الحدود «جرح مسؤولين عسكريين سوريين اثنين.».
وأكد الجعفري ان الحكومة السورية قدمت «أصدق تعازيها» لأنقرة اثر القذائف التي أطلقت الأربعاء الماضي وأدت الى مقتل مدنيين أتراك، وفتحت «تحقيقا جدياً حول مصدر» اطلاق هذه القذائف، غير أنه اكتفى ردا على سؤال بالاجابة أن «التحقيق لم ينته بعد».
وأعلن السفير السوري أنه سلم رئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر سفير غواتيمالا غيرت روزنتال، رسالة توضح الموقف السوري اضافة الى رسالة أخرى تطلب من مجلس الأمن ادانة الاعتداءات على سوريا.