بعد ثمانية عشرة عاما من البحث في السجون التونسية عن والده, في البداية و هو ابن أربع سنوات لا يفقه شيء ممن حوله, صحبة جده و أمه من سجن إلى سجن لعهم يظفرون بطائل. كبر الطفل وهو في شوق دائم لا بيه , أمنيته أن يعرف مصيره. عاش عثمان يتيما ليس ككل الأيتام, كباقي الأيتام يعرفون قبور آبائهم و يذهبون في المناسبات لزيارة قبورهم, يترحمون عليهم, يقرؤون فاتحة الكتاب على أرواحهم, يعرفون أسباب وفاتهم. أما عثمان فقد عاش مقهورا لا يعرف شيئا من كل ذلك, ليس له شهادة وفات لأبيه, لا يعرف إن كان حيا أم ميتا. الداخلية تنكر اعتقاله رغم أن ذلك تم في وضح النهار أمام الشركة التونسية للكهرباء و الغاز بقابس على مرأى و مسمع من زملاءه. اقتاده أعوان الفرقة المختصة برئاسة سمير الزعتوري و أشبعوه ضربا حتى الموت. هاهو عثمان يلتحق بابيه اثر حادث مرور مؤسف بمدينة القيروان. رحم الله عثمان و أبيه و جده و جمعهم في الفردوس الأعلى ورزق أمه و جدته و أخته و عماته جميل الصبر و السلوان و إن لله و إن إليه راجعون. الخزي و العار و الخسران لسمير الزعتوري و علي بو سته و علي مبارك و بو علاق و بقية الفرقة ، اللهم أحصهم عددا و شتتهم بددا لا تغادر منهم أحدا, اللهم أرنا عجائب قدرتك فيهم ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبا ينقلبون)