فجأة تحوّلت أفراح أفراد عائلة غريّب بمساكن إلى أتراح إثر الخبر الصاعقة الذي بلغهم في بداية الأسبوع الفارط ويعلمهم بمقتل ابنهم حمدي الذي لم يبلغ بعد ربيعه ال 20 في قلب مدينة نيس الفرنسية... الكل في حالة صدمة... الكل في حالة ذهول... ما من أحد صدّق الخبر الأليم... الجميع تعاملوا معه على أنه إشاعة مغرضة لتغيص فرحة العائلة بزواج ابنتها قبل ساعات... ولكن أعوان الامن ب «أوفار» بوسط نيس أشعروا لاحقا والد الضحية بالحقيقة... بمقتل ابنه أثناء محاولته التدخل لفض خلاف شبّ بين صديقه المغربي علي (22 سنة) وكهل فرنسي في السابعة والأربعين من عمره... نغصت الجريمة فرحة العائلة التي عادت قبل أيام قليلة إلى مساكن للاحتفال بزفاف ابنتها... بكت الأم طويلا... صُدم الأب... الألم والوجع تقرأهما على ملامح الإخوة وكل الأقارب الذين هبوا لتشييع جناة حمدي بمسقط رأسه... في مساكن حطت المأساة خلال الأسبوع الفارط.... الجميع في حالة ذهول وحيرة وصدمة إثر الاعتداء المجاني الذي تعرّض له الشاب حمدي غريّب بفرنسا... «الأسبوعي» سجلت حضورها بمنزل العائلة المنكوبة بحثا عن المزيد من التفاصيل حول هذه الجريمة كما تصفحنا أبرز ما نشرته وسائل الإعلام الفرنسية حول الواقعة الأليمة... «لقد شاهد صديقه علي يتخاصم مع شخص آخر فحاول التدخل لفض الخلاف فتلقى طعنة قاتلة... نحن كلنا الآن تحت تأثير الصدمة»، بهذه العبارات تحدث رؤوف (صديق الضحية) عن الجريمة لصحيفة فرنسية بينما قال أحد التجار ممّن تابعوا أطوارها: «لقد حاولنا إنقاذ حياة الشاب (حمدي) بمساعدته على التنفس قبل أن يصل أعوان الحماية المدنية ويحاولوا بدورهم مساعدته ولكن دقات قلبه توقفت بسبب النزيف الدموي الذي أصابه في القلب». معركة في حانة وفي إطار تطرّقها للجريمة المزدوجة قالت وسائل الإعلام الفرنسية أن خلافا جدّ في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم الواقعة داخل حانة بوسط مدينة نيس بين شاب مغاربي يدعى علي وكهل فرنسي أصيل مدينة مرسيليا ومن ذوي السوابق العدلية في الاعتداء بالعنف فدخل حينها أعوان السلامة الى الحانة وسيطروا على المعركة الكلامية وهدأوا الاجواء بإخراج طرفيْ الخلاف إلى الخارج وتهدئتهما قبل السماح لهما مجددا بالدخول إلى الحانة ولكن بعد نحو ساعة من الزمن تجدّد الخلاف بين القاتل والقتيل فوقع إخراجهما ليجدا نفساهما وجها لوجه قبالة مطعم فيتنامي بنهج انقلترا بوسط مدينة نيس. طعنات ومحاولة التدخل وحسب ذات المصدر فإن مشادة كلامية عنيفة لأسباب تافهة نشبت بين الشاب والكهل الذي كان بحالة سكر ليستل المتهم سكينا كان يخفيها بين طيات ثيابه ويسدّد ثلاث طعنات لخصمه اصابته بجروح سطحية في البطن والفخذ واليد، حينها كان الشاب التونسي مارا بالقرب من المكان فلفت انتباهه مشاركة صديقه في المعركة فسارع بالتوجه إلى مسرح الجريمة في محاولة منه لفض النزاع غير ان المتهم الذي أصبح في حالة هيجان اعتدى على حمدي بنفس السكين التي أصاب بها صديقه ثمّ فرّ بينما ظل الشاب التونسي يجري لبضعة امتار قبل أن يسقط على الرصيف، فسارع بعض المارة والتجار المحاذين لموقع الجريمة إلى الاتصال بالحماية المدنية بينما حاول البعض إسعافه بمساعدته على التنفس غير أن الأجل وافاه وفارق حمدي الحياة وهو في عز الشباب بعد تأخر وصول الحماية المدنية مخلفا حسرة كبيرة في نفوس أصدقائه وأقاربه بنيس وبمساكن. ماذا قالت عائلة الضحية؟ ففي مساكن مسقط رأس الضحية تحول منزل العائلة المنكوبة قبلة للمعزين بعد أن شهد قبل أيام قليلة جزءا من حفل زفاف الأخت الكبرى لحمدي... تحدثنا إلى جدّ الضحية الذي كان في حالة نفسية متدهورة فقال: «لقد احتفلت العائلة قبل أيام بوطيّة حفيدتي (شقيقة الضحية) ثم عادت إلى فرنسا للاحتفال بزفافها... لقد كان الجميع يعيش على وقع الفرح إلى أن حلت بنا هذه الفاجعة في «صباح» حفيدتي... إنها جريمة مجانية... فحمدي الذي يشهد له الجميع بطيبة السريرة والأخلاق العالية شأنه في ذلك شأن كل أفراد العائلة لم يرتكب أي ذنب.. «لا عملت يدّو ولا ساقو» ولكن القاتل كان قاسيا عندما أجهز عليه طعنا». يكفكف الجدّ المكلوم عبراته ثم يواصل سرد وقائع الجريمة قائلا: «لقد لمح حمدي صديقه بصدد التشاجر مع مواطن فرنسي يكبره بنحو ربع قرن فحاول التدخل بالحسنى ولكن باقترابه من مكان المعركة طعنه المتهم في القلب فأرداه قتيلا على عين المكان كما طعن خصمه الرئيسي (علي) بثلاث طعنات ولكنه نجا من الموت بعد ان تلقى الإسعافات