القاتل مُنع من الرقص أثناء الحفل فانتقم على طريقته الخاصة حرس المهدية أوقف المتّهم والأبحاث مازالت متواصلة عمّة العريس من بين الضحايا وحفيدها المصاب كان يستعدّ لفرحة العمر الأسبوعي- القسم القضائي الزغاريد والفرحة والموسيقى المنبعثة من منزل عائلة مشالة الكائن بمعتمدية الجم بمناسبة زفاف ابنها انقلبت فجأة وفي غفلة عن الجميع إلى صرخات وأحزان وعويل إثر الفاجعة التي جدّت أثناء الحفل وخلّفت قتيلة على عين المكان وأربعة مصابين بكسور متفاوتة كلهم من أقارب العروس. فماذا حصل؟ ماهي أطوار هذه الجريمة الفظيعة؟ هل هي نتاج لخلافات متراكمة و«بونتوات» أم وليدة اللحظة؟ «الأسبوعي» بحثت في ملابسات الواقعة من خلال الاتصال بالعائلة المنكوبة وبقية المتضرّرين وتحصّلت على المعطيات التالية: صدمة في الجم في البداية نشير إلى حالة الصدمة التي خيّمت طيلة الأسبوع الماضي على المنطقة... الجميع في حالة ذهول... الجميع يحاولون معرفة حقيقة ما جرى... ولكن ما من أحد منهم أدرك خفايا الواقعة لتظلّ أقاويلهم ورواياتهم مجرّد استنتاجات لجريمة فظيعة مزّقت فجأة هدوء المنطقة التي عرفت بطيبة أهلها وجعلت الكل في حيرة من أمرهم... الحزن يلفّ قلوبهم إثر مقتل الجدة قمر (82 سنة) وإصابة حفيدها منير (30 سنة) الذي كان من المنتظر أن يحتفل بعد غد الاربعاء بزفافه وثلاثة آخرين من نفس العائلة هم سالم ولطفي وبسام الذين تتراوح أعمارهم بين ال24 سنة وال35 سنة. فرحة وانسجام أول من تحدثنا إليهم هو الحاج محمد مشالة الذي كان في حالة نفسية سيئة... كيف لا وهو الذي فقد فجأة حماته وكاد يفقد ابنه لولا ألطاف الله التي حفّت به... يقول محدثنا: «كانت الأجواء رائعة في تلك الليلة والأهالي يحتفلون بزفاف أحد أبنائهم... الجميع منسجمون مع الفرقة الموسيقية البعض يرقص... آخرون يتابعون الحفل في هدوء وفجأة حصل ما لم يخطر على بال أحد». معركة عن هذه المفاجأة يقول الحاج محمد: «لقد فوجئنا بشخص غريب عن المنطقة يرجّح أنه في حالة سكر يقترب من المكان الذي يرقص فيه أقارب العروس ويريد الانضمام إليهم رفقة عدد من أصدقائه ولكن البعض منعه وطلبوا منه بكل لطف المغادرة غير أنه أصرّ على موقفه فنشبت مشادة كلامية بينه وبين مجموعة من الحاضرين سرعان ما تطوّرت إلى معركة بسبب إصرار الشاب وهو من عمالنا بالخارج على موقفه». وأضاف: «لقد تدخل أقارب العروس وفضوا الخلاف... في تلك اللحظة بدأ المدعوون يغادرون الحفل خشية تطوّر المعركة فيما ظللنا نراقب تحركات «الضيف الثقيل» وهو يغادر المكان واعتقدنا حينها أنه تفهّم الأمر ولكنه فاجأ الجميع بتصرفه المجنون». جنون هنا يتدخل منير (حفيد الهالكة) الذي أصيب أيضا بكسر في احدى ساقيه وقال: «كنا نتابع المتهم يتّجه نحو سيارته ثم يستقلّها رفقة أصدقائه فاعتقدنا أنه سيغادرنا نحو محل سكناه بمنطقة مجاورة تبعد عن منطقتنا زهاء الكيلومترين ولكنه فاجأ الجميع بتصرف أحمق عندما سار بسيارته إلى الخلف بسرعة جنونية باغتت الجميع فدهس جدتي وأرداها قتيلة على عين المكان وهي التي لا «عملت إيدها ولا ساقها» ثمّ حاول مجدّدا السير إلى الأمام فدهسني رفقة ثلاثة من أقاربي وتركنا جميعا طريحي الأرض وفرّ مخلّفا «عجاجة» من الغبار و«مجزرة» بأتم معنى الكلمة». تصرّف عشوائي المصاب سالم تحدث إلينا بدوره عن هذه الفاجعة فقال: «هي الأولى من نوعها في منطقتنا الهادئة (ويقصد الجريمة) لسنا ندري ماهي دواعي التصرف الذي أتاه المتهم... لقد قلب الفرح إلى حزن... الخالة قمر (عمة العريس) ماتت متأثرة بإصاباتها وأربعتنا نعاني من كسور بعضها مزدوجة منحنا إثرها طبيب الصحة العمومية راحت تصل إلى أكثر من ثلاثة أشهر بالنسبة للبعض منّا» وختم سالم القول: «ثقتنا في العدالة كبيرة... هذا القاتل لا بد أن ينال جزاءه... إنه أتى تصرفا عشوائيا كان أن يتسبّب في مقتل عدد كبير من عائلة واحدة». مأساة أما المتضرر لطفي الذي أصيب في يده اليمنى وكتفه فقد كان مستاء من ردّة فعل المهاجر وحزينا لمقتل الخالة قمر وقال: «ما حصل مأساة بأتم معنى الكلمة... لقد صدمنا من هول الفاجعة ولم نصدق أن شخصا عاقلا يقتحم حفلا بسيارته ويدهس كل من كان أمامه». بسام وهو طالب أصيب أثناء الواقعة بكسر في يده اليسرى قال: «لم أصدق بعد ما حصل... كلما أستعيد شريط الأحداث أصاب بالحيرة من هول الواقعة... لقد كان بإمكان عد آخر من الأبرياء أن يلقوا نحبهم... لقد حضرنا الحفل للفرحة فإذا بنا قتلى وجرحى». إيقاف القاتل وفي سياق متصل علمنا أن محققي فرقة الأبحاث العدلية بالمنطقة الجهوية للحرس الوطني بالمهدية تعهّدوا بالبحث في ملابسات جريمة القتل المتبوعة بأربع محاولات قتل وقد نجحوا في وقت قياسي في إلقاء القبض علي المظنون فيه وهو من عمّالنا بالخارج والأبحاث مازالت جارية لكشف المزيد من الحقائق حول هذه الفاجعة التي حوّلت فرحة العمر إلى أتراح وأحزان... صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: