المظنون فيه اعتدى على والدته العجوز عندما حاولت التدخّل بالحسنى والدة القاتل والقتيل: «حاولت إسعادهما لإسعادي فقبر الأول وسجن الثاني» الأسبوعي - القسم القضائي: «إذا الخو يحب خوه ما يبكي حدّ على بوه»... قضية الحال التي جدّت أطوارها فجر أحد أيام الأسبوع الفارط بمدينة مقرين بولاية بن عروس تترجم دوافع إقدام كهل في الاربعين من عمره على قتل شقيقه الذي يكبره بنحو أربعة أعوام ضربا بهراوة ورفسا بساقيه فالمادة حولت الشقيقين إلى عدوّين وليت الأمر توقف عند هذا الحدّ... حدّ العداء الذي قد يخفت مع تواتر الأيام ولكنه بلغ أشدّه وسقط الشقيق الأكبر علي قتيلا على يدي شقيقه الأصغر فارق الحياة بمنزل العائلة على مرأى ومسمع من والدتهما المسنّة التي طالها بدورها نصيب من العنف ولحقت بها إصابات طفيفة في الرأس واليدين. إيقاف القاتل هذه الجريمة مثّلت صدمة لأهالي مقرين خاصة وأنهم لم ينسوا بعد جريمة القتل التي جدّت قبل أربعة أيام بحي فرنيز وراح ضحيتها كهل في الأربعين من عمره يدعى كمال طعنا على أيدي شابين آخرين ألقي القبض عليهما من قبل أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بحمام الأنف الذين تعهدوا أيضا بالبحث في ملابسات جريمة الحال وقد أمكن لهم في نفس اليوم إيقاف الأخ القاتل الذي اعترف بما نسب إليه وبرّر فعلته بحالة السكر التي كان عليها والغضب الذي استبدّ به أثناء نقاش احتدّ بينه وبين شقيقه. من أجل «وسخ دار الدنيا» تقول الأم زكية أثناء زيارتنا لمنزل العائلة أنها حاولت جاهدة لمّ شمل العائلة ومساعدة أبنائها الثلاثة على الاستقرار وتشييد محلات سكنية بأرضها حتى تريحهم من الكراء ولكن حلمها تبخّر فجأة رغم التفاهم الكبير بين أفراد الأسرة وقُتل الابن الأكبر ورحل إلى الأبد وأودع الابن الأصغر السجن. وتضيف محدثتنا التي كانت في حالة نفسية وصحية سيئة أن ابنيها تناولا ليلة الواقعة بعض المشروبات الكحولية ثم انضمّا لبقية الأسرة لمشاهدة شريط فيديو حفل زفاف الابن القاتل «وكانت الاجواء رائعة جدا وحضرت النكتة والضحكات» - تتابع الأم المسكينة - «ولكن فجأة انقلبت الفرحة إلى أتراح وبكاء وعويل... لم أصدق إلى اليوم ما حصل... لم أصدق أن «ن» قتل أخاه من أجل «وسخ دار الدنيا»... من أجل حفنة من الدينارات أو عقار كما لم أصدق أبدا أن تطال يده إليّ وإلى شقيقته ويعتدي علينا عندما حاولنا فضّ النزاع ووضع حدّ لمعركة غير متوازنة». رفسه رفسا وتقول الخالة زكية: «لم نتفطن منذ البداية لما حصل ولكن عندما فوجئنا ب«ن» (القاتل) بصدد تعنيف شقيقه الأكبر الذي كان طريح الارض حاولنا (أنا واحدى بناتي) وضع حدّ للخلاف ومنع «ن» من مواصلة الاعتداء على أخيه ونجحنا فعلا في مسعانا إذ خرج ابني «ن» من المنزل وظننا حينها أن المعركة حسمت ولكن ظننا خاب مجدّدا عندما عاد «ن» إلى البيت هائجا ليواصل اعتداءه على شقيقه إذ أصابه بهراوة ثم انهال عليه رفسا بساقيه وأصابنا نحن عندما حاولنا مجدّدا التدخل ولم يترك المنزل إلا بعد وفاة أخيه». أسباب تافهة وعن دوافع هذه الجريمة العائلية تقول محدثتنا أن المسألة تتعلق برغبة ابني الأصغر في تملك الطابق السفلي للمنزل لبعث مشروع تجاري ولكن العائلة رفضت باعتباره يقطن بطابق علوي وصادف في تلك الليلة أن طلب علي (الضحية) من أخيه أن يسلّمه مبلغا ماليا في شكل «سلفة» (لتدوير الدولاب) باعتباره عاطلا عن العمل لتندلع الشرارة الأولى لخلاف سرعان ما تطور إلى اعتداء غير متوازن أنهاه «ن» بقتل شقيقه الاكبر لأخسر في وقت واحد ابنين سهرت الليالي الطويلة لأربيهما وأسعدهما في صغرهما حتى يسعداني في كبري ولكن...» تصمت هنا محدثنا وتفسح المجال لدموعها ترثي ابنا قُبر وآخر سُجن.. وتخيم المأساة مجددا على أركان البيت. يذكر أن القاتل غادر المنزل في حدود الساعة الرابعة صباحا وتوجه إلى مقهى بالجهة ثم عرّج على محل آخر حيث ألقي القبض عليه. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: