تطرح العديد من القرارات والإجراءات التحفظية التي اتخذتها عدة بلدان عربية بشأن استيراد اللحم الهندي سنتي 2009 و2010 وحتى قبل هذا التاريخ، ومنع استيراده لاكتشاف إصابته بدودة ''الساركوسيست''، أو لأسباب أخرى، إشكالا، خاصة وأن الجدل الكبير الذي أثير حول اللحم الهندي تزامن مع قرار الجزائر استيراد كميات منه، ستصل أولى شحناته خلال أقل من أسبوعين. ولم توضح السلطات العمومية لحد الآن ما هي الدوافع التي جعلتها تختار اللحم الهندي باستثناء الأسعار بدلا عن اللحوم الأخرى المتوفرة في السوق، وهل تمت مراعاة كافة القرارات التي اتخذتها البلدان العربية وتم اتخاذ التدابير الاحتياطية في مجال الصحة الحيوانية والرقابة البيطرية، خاصة وأن الكميات المستوردة ستكون معتبرة من بينها حوالي 200 ألف طن وهي الحصة الرسمية المرتقب اقتناؤها. وتكشف العديد من المعلومات الصادرة في وسائل إعلام عربية وأجنبية عن قرارات تحفظية اتخذتها عدة دول عربية بخصوص اللحم الهندي. فقد كشفت يوميات مصرية من بينها ''اليوم السابع'' بتاريخ 12 مارس 2010 وموقع ''المصراوي'' بتاريخ 13 جوان 2010، عن اعتراف وزارة الصحة المصرية بإصابة اللحوم الهندية المستوردة بديدان ''الساركوسيست''، وأشار الدكتور نصر السيد، مساعد أول وزير الصحة المصري، إلى أن اللحوم المستوردة من الهند وسريلانكا مصابة بهذه الديدان، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة بالمرض بلغت 80 بالمائة، وأنه تم رفض 104 رسائل اعتماد من مجموع 176 رسالة قادمة من الهند السنة الماضية، و5 من بين 14 منذ بداية السنة إلى غاية ماي .2010 وردت السفارة الهندية بالقاهرة وقتها بأن دودة الساركوسيست موجودة في كل الحيوانات التي تربى في المراعي الطبيعية. كما أن الأبحاث العلمية أثبتت أن هذة الدودة غير ضارة للإنسان وتختفي عند تجميد اللحم في درجة -10 أو عند طهيه في 60 درجة. ولم تقتصر التدابير التحفظية المتخذة حيال اللحم الهندي على مصر، بل تعدتها إلى لبنان. فقد كشفت صحيفة ''الأخبار'' و''بي بي سي نيوز'' في مقال صادر في 10 أكتوبر 2009 أن لبنان قررت عدة مرات تعليق أو منع استيراد اللحم الهندي. وقد كان أول قرار صادر في 2004 من قبل وزارة الفلاحة، ثم أفريل 2006، ثم 27 أوت 2008، حيث تم التأكد من إصابة اللحوم ب''سالمونيل''، ونفس القرار صدر في 9 أكتوبر 2009، حسب نفس المصدر. وقد أشار رئيس قسم البيطرة في لبنان، حاتم المصري، إلى ارتفاع نسبة عدم صلاحية اللحوم للاستهلاك إلى حوالي 10 بالمائة، بينما الحد الأدنى المسموح به هو 5,0 بالمائة. في نفس السياق، كشفت صحيفة ''فاينشال تايمز'' في تقرير لها أن مصر أقرت عملية تعليق ومنع استيراد اللحوم الهندية في 2001، واتخذت المملكة العربية السعودية قرارات منع أيضا، كما كشفت عن قرار اتخذته سوريا، السنة الماضية، بتعليق استيراد اللحم الهندي استنادا إلى تصريح لوزيرة الاقتصاد والتجارة السورية، لامية ماري العاصي، مشيرة إلى عدم تطابق اللحوم المستوردة مع مقاييس الجودة التي تضعها سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن سوريا تقوم باستيراد ما قيمته 28,4 مليون دولار من اللحوم. ومن جانب آخر، كشفت وكالة الأنباء العراقية عن حجز كميات من اللحم الهندي الفاسد في السليمانية والبصرة في أفريل 2009 وأفريل .2010 ليظل السؤال مطروحا بالنسبة للجزائر وهل تم اتخاذ كافة التدابير الاحتياطية لضمان عدم حدوث أية مشاكل، وهل سيتم إخضاع اللحم الهندي لكافة عمليات المراقبة الصارمة، قبل تسويقه، من قبل المصالح البيطرية.
