الحوارنت / تونس لا تكاد تمرّ سنة على تونس إلاّ وتتواتر الأنباء عن وقوع حريق في هذا المكان أو ذاك، أو في هذه المغازة وتلك. وكان آخرها الحريق الذي جدّ آخر الأسبوع الماضي بمخزن للكحول داخل مغازة "مونوبري" بتونس العاصمة مما يعيد إلى الأذهان العديد من الحرائق التي طالت بعض الأسواق والغابات وحتى أنابيب النفط بتونس، مما يطرح كثيرا من التساؤلات حول تكرار مثل هذه الأحداث. وتفيد الأنباء الواردة من تونس أنّ سبب الحريق ناتج عن تماسّ كهربائي وقد جدّ الحادث أثناء راحة العمال.
تاريخية "مونبري" والجدير بالذكر أنّ مغازة "مونوبري" هي شركة توزيع بمراكز تجارية تونسية تابعة لمجموعة المبروك (78 بالمائة من الأسهم) منذ عام 1999، وهي مدرجة في بورصة تونس منذ أفريل1995 وقد تأسست في 16 أوت 1933 باسم قانوني La Société Nouvelle Maison de la Ville deTunis على علاقة بشركة مونوبري الفرنسية، حيث حملت نفس الاسم التجاري (مونوبري) ونفس العلامة. تعد مونوبري الشركة الرائدة في قطاع التوزيع بالمراكز التجارية في تونس، حيث يبلغ نصيبها من السوق أكثر من 23 بالمئة، كما تملك 80 مركزا تجاريا،[1] منها مركز جيان التجاري بضواحي مدينة تونس، والمغازات التي كانت تحمل اسم توتة (8 مغازات) وتلك التي كانت تحمل اسم الباساج (3 مغازات) وتلك التي تحمل اسم صحراء الرفاهة (6 مغازات). وبالعودة إلى الحريق الأخير فإنّ الحماية المدنية "وجدت صعوبة في إخماده" لعدم وجود حنفيّات قرب المغازة؟! مما أجبرهم أن يزوّدوا الشاحنات بالماء من أماكن مجاورة مما أدى إلى تفاقم المأساة وقد غطت سحابة كثيفة من الدخان سماء العاصمة تونس.
الحرائق المتوالية وقد سجلت تونس سلسلة من الحرائق آخرها قبل أسبوع حريق في جزء من غابة منتزه النحلي (طريق بنزرت) في ساعة متأخرة من الليل، لكن الحريق وقع محاصرته وإخماده. ولا يعرف ما هو سبب اندلاع هذا الحادث، علما أنّ وكالة الأنباء الرسمية لم تعرج عليه في نشرتها. ولو ألقينا نظرة على تاريخ الحرائق خلال السنوات التالية لا نكاد نجد سنة لا تخلو من حريق، ففي 26 ديسمبر 2009 نشب حريق بمصنع "أوتوليف" مصنع مكونات السيارات السويدي بالناظور بزغوان. ويوم 03 ديسمبر 2007 اندلع حريق بإحدى الوحدات الإنتاجية لمعمل الفولاذ بمنزل بورقيبة (ولاية بنزرت)، فانعقد يومها مجلس وزاري نظر ضمن أعماله في مشروع قانون يتعلق بمجلة السلامة والوقاية من أخطار الحريق والانفجار والفزع داخل البنايات يهدف إلى مراجعة وتحديث الإطار القانوني المنظم آنذاك وسد فراغاته، وذلك بوضع مجلة تجمع كل الأحكام المنطبقة على البنايات بمختلف أنواعها في مجال السلامة والوقاية من كل الأخطار سواء في مرحلة البناء أو في مرحلة الاستغلال يقول المتابعون أنه بقي حبرا على ورق. وفي 20 أكتوبر 2006 كان قد اندلع حريق بأنابيب وصول المنتوجات البترولية بخزان معمل تكرير النفط ببنزرت، متسببا بعد أن نجم عنه انفجاران في حصول أضرار مادية كبيرة دون خسائر بشرية. وفي 18 جانفي 2005 اندلع حريق بسوق جارة للصناعات التقليدية يوم 18 جانفي 2005 بقابس. في 13 ماي 2005 جدّ حريق في سوق بيع المواد الخشبية والأجهزة الحديدية والبلاستيكية والمطاطية بمنطقة الزهروني التابعة لمعتمدية الحرايرية. في 2 سبتمبر 2004 أُعلن عن حريق محلات بيع الملابس القديمة بالحفصية وسط العاصمة الذي لم يسفر عن خسائر بشرية، كما تسبب الحريق الهائل الذي نشب بسوق "المنصف باي" الشعبي بالعاصمة سنة 2000، في إلحاق أضرار مادية هامة بمحتويات السوق ومكوناتها. وكالعادة كانت بيانات السلط المحلية ترجع مجمل أسباب هذه الحرائق إلى تماس كهربائي أو تطاير أسلاك كهربائية داخل بعض المحلاّت. ولم ترصد هذه البيانات أضرارا بشرية. مما دفع بعض الملاحظين لكل هذه الأحداث القول بأنّ تتابعها وخلوها من الخسائر البشرية تذهب بالمرء أن يتساءل عن عدم الجدية في المتابعة والتحقيق مع عدم الإعلان عن نتائج تلك التحقيقات، إضافة إلى طرح إمكانية الفعل البشري من منطلق الإجرام ولما لا تصفية الحسابات من بعض الجهات المتنفّذة والمستفيدة من هذه الأحداث حسب بعض المراقبين. [1] عن ويكيبيديا