الطيبة، التواضع، الصدق، الوفاء شيم لا تجتمع إلا في كلمة واحدة هي "الإنسان" و لكنها فقدت معناها في زمن التحول المادي، لأن قانون الغاب لا يتكلم إلا بلغة واحدة هي لغة المال، و من لا مال له فهو داوما يردد الأغنية الحزينة : " مال شونس" كلمة اعتدنا ترديدها في لحظات فشلنا في تحقيق شيء ما تمنيناه ، و نجد الكل يردد : " آه ضربة الحظ خانتني"، مثل الجالس على طاولة القمار و خسر كل ما لديه من مال، وقد تحدث لمن خانته دقات قلبه و هو يرى من يحبه يحول قلبه إلى دمية يحركها كيفما يشاء، فيستهزئ بحبه .. طالما قرأنا هذه العبارة : "مال شونس" على زند من اعتادوا على حياة السجون في شكل "وشم" و هي فئة جرحت الخيانة قلبها، فكان لها الانتقام بالقتل حتى لا ينعم من خانها بالسعادة مع شخص آخر، و مع مرور الوقت أصبحت هذه العبارة مألوفة لدى العام و الخاص يرددها الكبار و الصغار.. بعض الناس من يحلو له تعذيب الآخر، يغريه بالكلام المعسول فيشعر هذا الآخر بالميل نحوه، فيرتاح له و يتعلق قلبه به مهما باعدت بينهما المسافات، و تجده يضحى بالغالي من أجل إرضائه، و يكون الأقرب إليه، يناجيه في صمت مستكين، ربما تشفع عنده مناجاته، و لا يدري أن هذا القلب الذي أحبه هو قلب من حجر، و بعض الناس من كانت الطيبة سببا في فشلهم في الحياة، يثقون في الآخر، و لا يرون في صورة هذا – الآخر- كأنها شيطان ، لأنهم يؤمنون بقيم جميلة، و يرون الجمال في كل شيئ.. هل يمكن أن يعيش المرء بقلبان ؟ و هل يمكن أن نحول قلب المرء إلى "كيس" ( شكارة) نجمع فيه كل ما نرغب فيه؟ هل يمكن أن نحول فؤادنا إلى لعبة بين أيدي من لا يعرف قيمتها؟.. حتى لو كان العشق داء لا دواء له ، فإنه من السذاجة أن تحب قلبا من حجر، و أن تؤمن بحب من يتلاعب بقلبك، كما أنه من السذاجة أن تصدق جميع من يبتسم في وجهك، و تقول هذا إنسان طيب مثلي.. ذلك ما نتعلمه من مدرسة الحياة و هذه أحوال الدنيا
الاسم واللقب: علجية عيش السكن: قسنطينة / الجزائر المهنة: مراسلة صحفية المستوى التعليمي: جامعي مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=8739&t="مال شونس" mal chance ( هذه أحوال الدنيا) &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"