القاهرة- قال المجلس الأعلى للأزهر الشريف في جلسته الطارئة التي عقدت الخميس 8-10-2009 برئاسة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي: إن النقاب مسموح به في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر في وجود الرجال فقط، ناقضا بذلك قول رئيسه شيخ الأزهر إنه لن يسمح بالنقاب في مؤسسات التعليم الأزهري. وأصدر المجلس بيانا جاء فيه: إنه "يسمح بارتداء النقاب في أفنية المعاهد الأزهرية، والممنوع فقط هو استعماله داخل الفصل الدراسي الخاص بالبنات، والذي يقوم بالتدريس فيه المدرسات من النساء فقط". وأضاف المجلس في البيان الذي تلاه طنطاوي: إنه تقرر "منع الطالبات والمدرسات من ارتداء النقاب داخل الفصول الدراسية الخاصة بالبنات، والتي يقوم بالتدريس فيها المدرسات من النساء فقط، وإن القرار يشمل جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية؛ وذلك حرصا على نشر الثقة والانسجام والارتياح والفهم السليم للدين بين الفتيات جميعا". كما قرر المجلس تطبيق ذلك القرار بالمدن الجامعية الخاصة بالطالبات، وفي قاعات الامتحانات الخاصة بالفتيات، والتي لا وجود للرجال معهن فيها، وتكون المراقبة عليهن أثناء الامتحانات مقصورة على النساء فقط. "ليس ضد النقاب" وأوضح البيان أن "المجلس ليس ضد استعمال المرأة للنقاب في حياتها الشخصية، ولكنه ضد استعمال هذا الحق في غير موضعه مما يترتب عليه غرس ذلك في عقول الصغار من الفتيات واتباع رأي الأقلية المخالف لرأي جمهور الفقهاء الذي يقول إن وجه المرأة ليس بعورة". ورفض طنطاوي الإجابة عن أي سؤال قائلا: إن "البيان فيه من الوضوح ما يكفي لبيان موقف الأزهر من النقاب"، كما احتد على صحفية كانت ترفض البيان، قائلة: إنه "لا توجد به رؤية واضحة لمنع النقاب مطلقا". وفي وقت سابق اليوم نفى شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي في تصريحات صحفية أن يكون أساء لطالبة منتقبة في أحد المعاهد الأزهرية بالقاهرة، مؤكدا احترامه للنقاب برغم اعتقاده بأنه عادة. ومؤخرا ذكرت وسائل إعلام مصرية أن شيخ الأزهر قام بجولة تفقدية بأحد المعاهد الأزهرية مطلع الأسبوع الجاري في ضاحية مدينة نصر، وعند دخوله أحد الفصول شاهد طالبة بالصف الثاني الإعدادي ترتدي النقاب، فعنفها وأجبرها على خلع النقاب. لكن كلامه استفز مدرسة تصادف وجودها بالفصل، فحاولت التدخل في الحديث فرد عليها شيخ الأزهر بالقول: "أنا أفهم في الدين أكثر منك ومن اللي خلفوكي"، معلنا على الفور عزمه إصدار قرار رسمي بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد. وأثارت الواقعة غضب علماء دين، وطالبت جماعة الإخوان المسلمين بعزله من منصبه، لكن علماء دين آخرين قالوا إن النقاب ليس مفروضا في الإسلام الذي أقر أن وجه المرأة ويديها ليس من "العورات". ويتكون المجلس الأعلى للأزهر من رئيس و17 عضوا، بينهم وزير الأوقاف ورئيس جامعة الأزهر والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.