عجبا... !!! لأناس من لحم و دم، يأكلون الطعام ويشربون الشراب، ويمشون معنا في الشوارع و الأسواق، ويتكلمون لغتنا، هم مسلمون ليسوا من أهل فرعون ولا من قوم قريش ، ينطقون الشهادتين ويؤمنون بالجنة والنار حقا . يستقبلون شهر رمضان الكريم الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، شهر أوله رحمة و أوسطه مغفرة وأخره عتق من النار ، شهر جعل الله في ليلة خير من ألف شهر تنزل فيه الملائكة بإذن من ربها ،والملائكة لا تنزل إلا بالخير والبركة والمغفرة والرحمة ، شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار و تصفد فيه الشياطين . على إيقاع الحفلات و الأغاني و الرقص والمسلسلات والأفلام و البرامج التي لا تسمن ولا تغني من جوع سوى ضياع الوقت وتبذير المال العام. أما شبابنا المسلم الذي كنا ننتظر بركته فهو بدوره يقوم بتنظيم السهرات الليلة على جنبات الإحياء و الأزقة في ساعات متأخرة من الليل عوض التوبة وتلاوة القرءان وأداء الصلاة وقيام الليل ولإكثار من الصداقات و الذكر لله وحده لا شريك له والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وصلة الأرحام ، ورد المظالم لأصحابها و تحصيل البراءة منهم وغيرها من الأعمال الحسنة التي تنفعك يوم لا ينفع مال و لا بنون إلى أعمالك الحسنة . لكن وبكل أسف هذا هو حال أمتنا التي أصبحت من أحقر الأمم عندما ابتعدت عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما كانت خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر . حتى أنت يا شهر رمضان يا من فضلك الله سبحانه وتعالى عن باقي شهور السنة لم تسلم من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا .وخير ما اختم به كلامي قول الله سبحانه وتعالى في سورة مريم {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً} عبدالجليل ادريوش