بات المسلسل الكوميدي الفلسطيني 'وطن ع وتر'، الذي يعرض يومياً على شاشة الفضائية الفلسطينية الرسمية، حديث الشارع، على اعتبار أنه 'مسلسل جريء، ينتقد بجرأة عالية تصرفات المسؤولين'، ويتحدث متجاوزاً الكثير من الخطوط الحمر، فيما توحد الفصيلان الفلسطينيان المتنازعان فتح وحماس في نقده ومحاولة وقف بثه. وتعرض المسلسل لانتقادات من كافة الاطراف لتناوله قضايا اخلاقية وسياسية، لانه يتعامل مع القضايا المحلية خاصة الخلاف بين حماس وفتح بنوع من الصراحة الفاضحة. وتعرض معدو المسلسل الذي يبث ساعة الافطار لضغوط لوقف عرضه، وبدأ عرض الحلقات الاولى منه في 11 آب (اغسطس) الماضي ويستمر مدة عشر دقائق، ويتناول مشاكل المجتمع الاستهلاكي، البضائع الصينية والتحرش الجنسي والذي تنعكس حلقته على الصراع بين اسرائيل والتأثير الايراني على الساحة الفلسطينية، والحملات الاخلاقية لحماس من مثل منع تدخين النرجيلة في الحياة العامة، وتجاهل اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس واجباته كمسؤول لاستقبال مغنية لبنانية جاءت تحمل معها النجوم الطيارة لترميها فوق القطاع المحاصر، وفساد السلطة. وهاجمت وزارة الإعلام في حكومة 'حماس' المسلسل واعتبر بيانها أن البرنامج 'نوع من أنواع الدعاية السوداء المغرضة التي لا تهدف إلا لضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولتكريس حالة الانقسام في الشارع الفلسطيني'، ودعت لمحاسبة 'المسؤولين عن بث هذا البرنامج والمشاركين فيه الذين تجرأوا على الاستهزاء بقادة المقاومة الفلسطينية '. وقالت الوزارة 'إن الأخلاق التي يبثها تلفزيون فلسطين لا تمثل الأخلاق الإسلامية ولا القيم الوطنية ولا الأعراف الفلسطينية ولا التقاليد الإيجابية، بل إنها تمثل حالة انزلاق عن تلك الأخلاق والقيم'، على حد وصفها. وتناولت صحيفة 'الغارديان' البريطانية المسلسل الذي يعرضه التلفزيون الفلسطيني، وقالت في عددها الصادر امس الاربعاء انه صار مادة ترفيهية ينتظرها الفلسطينيون كل مساء على أحر من الجمر، إلى حد أن العديد من الصائمين ينسون أطباق إفطارهم بعد صيام يوم رمضاني لينصرفوا إلى متابعة المسلسل الذي يسخر من قادة وزعماء الحركتين المتخاصمتين. وتشير الصحيفة الى قفشة موجهة لمسؤولين مكلفين بمكافحة الفساد وهم يوزعون المناصب على شللهم وعائلاتهم. ويوجه البرنامج سخريته لرئيس الحكومة في رام الله سلام فياض، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتبدو لهجة البرنامج وكأنها تتجاوز المحرم في المجتمع خاصة في حلقة 'التطقيس' والتي يستخدم فيها كاتب السيناريو لغة فاضحة نوعا ما، ولكن كاتب النص عماد الفراجين الذي يعترف بتعرضه لضغوط من كل الاطراف لوقف المسلسل يقول ان الهدف هو تسليط الضوء على القضايا، وباضحاك الناس تصبح هذه القضايا جزءا من اهتماماتهم اليومية 'ونصل اليهم'. ويضيف كاتب النص"نحن نتطرق إلى قضايا تعتبر تقليديا من المحرمات'. والاهم من ذلك فالبرنامج اجبر المشاهدين الفلسطينيين على متابعة القناة الفلسطينية والتي يهجرونها الى متابعة المسلسلات السورية والتركية والمصرية وحتى الايرانية على قنوات اخرى. وتشير حلقات المسلسل المتوفرة على 'يوتيوب" الى قضايا اقتصادية والتزامات المجتمع الاستهلاكي من مثل انتشار البضائع الاستهلاكية، والفشخرة بين الناس. والقفشات مكتوبة بلهجة فلسطينية 'مطعّمة" بكلمات انكليزية. وعلى الرغم من 'النجومية" المحلية التي جلبتها الحلقات للمؤلف فراجين الا انه يشعر وهو يسير في شوارع رام الله بان الجو 'مكهرب" حوله لان البرنامج 'لم يعجب الكثيرين'، مشيرا الى ان الضغوط وصلت ذروتها قبل اسابيع عندما دعاه البعض لوقف البرنامج. واشار انه 'تعرض لضغوط هائلة" من بعض الجهات التي قالت انه يجب عليه تجنب البرنامج. ويبدو ان البرنامج مدعوم من جهات حكومية حيث تنقل عن فراجين قوله ان ياسر عبد ربه 'اخبر الرئيس ان (الفلسطينيين) يعيشون في مجتمع ديمقراطي ويجب ان لا نتوقف'. ويقول كاتب النص ان حلقات حماس وفتح كانت حساسة ولكن تم بث كل الحلقات. ويقول ان معدي البرنامج يشعرون انهم ذهبوا بعيدا في النقد خاصة الحلقات التي تتعلق بالدين. ويقول ان المجتمع الفلسطيني هو مجتمع محافظ وهناك 'محرمات جنسية يجب ان لا يتصدى لها احد'. ومن القضايا الاخرى التي تصدى لها تجارة الانفاق والجدار واللاجئون والاستشهاديون.