الأستاذ زهير سراي، / لندن فقدان الشعور بالوطنية إلى سيطرة من أسمّيهم القوة الثالثة على الحكم وممارساتهم التي قتلت الروح الوطنية في نفوس الجزائريين'.''أن رموز الوطنية في أي بلد، لم تعد تعني شيئا كثيرا بالنسبة للأشخاص ''وهذه الظاهرة عامة وليست خاصة بالجزائريين. أن قوة الشعور بالانتماء للوطن على خلفية انتصارات منتخب كرة القدم، ظاهرة موجودة في جميع المجتمعات المتخلّفة والمتقدمة على حد سواء كرة القدم لعبة شعبية تثير الإحساس بالانتماء إلى الوطن عندما تجمع بين دولتين، ولاحظنا ذلك بشكل لافت في المقابلات الثلاث بين الجزائر ومصر فكل دولة في مقابلة رسمية ترفع شعار الوطنية، وحتى في الحرب كل طرف يرفع رايته''. وعن فقدان الاعتزاز بالأحداث التي ترمز إلى الوطن عند فئات واسعة من المجتمع، قياسا إلى ما تثيره لعبة كرة القدم على هذا الصعيد من المغالطات التي كان شعبنا ضحية لها أننا سوّقنا لشيء لا وجود له، هو أن الشعب قام كرجل واحد لطرد المستعمر الفرنسي، بينما الحقيقة أن نخبة من الوطنيين هي من أخذت على عاتقها هذا المشروع منذ أيام الحركة الوطنية حتى اندلاع واستمرار ثورة نوفمبر، لكن هذا لا ينفي وجود فئة قليلة من الشعب التحقت بهؤلاء الوطنيين إلى أن اندلعت مظاهرات ديسمبر 1960، حينها أدرك الشعب بأن فرنسا سترحل قريبا من الجزائر، لهذا شاهدنا الآلاف كبارا وصغارا شاركوا في المظاهرات''. و مع مرور الزمن وبعد الاستقلال، زادت طموحات المواطن ومطالبه التي لم تجد من يلبّيها. ورغم كل ما يقال من طرف المتشائمين، أعتقد أننا خرجنا من حالة الظلام إلى النور والنعيم بالحرية. لكن أعداء الثورة الذين كانوا شبه نائمين عند اندلاع الثورة، استيقظوا عند اقترابها من النهاية وهؤلاء كانوا أعضاء في لجان الخلاص الجماعي المتغلغلة في كل بلدية، وكان مسعاهم إفشال الثورة والتخلّص منها''. أن المنضمين للجان الخلاص ''عادوا بقوة بعد وفاة الرئيس هواري بومدين وانخرطوا في مسعى تشويه إنجازات الثورة، وهؤلاء لايزالون متغلغلين في الحكم ويطلق عليهم حزب فرنسا، أن رموز الانتماء إلى الوطن مثل 5 جويلية 1962 و8 ماي 1945 أو شخصيات بارزة مثل مصالي الحاج وفرحات عباس وغيرهم، أصبحت لا تعني شيئا بالنسبة للجزائريين، فيقول ''بالعكس هذه الرموز ذات قيمة معنوية ودلالات قوية لشعبنا، فجذوة الوطنية سرعان ما نلمسها عندما يكون الوطن في خطر، والدليل أن آلاف المواطنين حملوا السلاح في المدن والجبال عندما كان الإرهاب مصدر تهديد للبلد''