في تقييمه لما تحقق في تونس من جانفي2011 إلى جانفي الجاري أفادنا المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أن السنة التي ودعناها اتصفت بعدم الاستقرار وأسفرت عن نتائج ضعيفة ودون المطلوب على المستويات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية . وأضاف محدثنا في تصريح خصّ به "الجريدة" أن الحكومة بذلت جهودا لإنقاذ التحالف بين مكوناتها من الانهيار باعتبار أن تجربة "الترويكا" هي الأولى من نوعها في النظام السياسي التونسي إلا أنها كشفت في رأيه عن وجود ثغرات كثيرة نظرا لحجم التناقضات بين الأحزاب الثلاثة. كما أشار الجورشي إلى أن هذه السنة تميزت بغياب الحوار الوطني الذي يشكل الآلية الوحيدة لبناء التوافقات التاريخية مفيدا أن ذلك يأتي نتيجة للصراع الحاد من أجل السلطة . و أكد أن هذا الصراع كشف عن محدودية النخب السياسية وهو ما جعلها تتورط في مهاترات أساءت الى مستوى الخطاب السياسي وللعلاقات بين الأحزاب. وأشار محدثنا الى أن عجز الحكومة على إعادة هيكلة الوضع الاقتصادي والاجتماعي بشكل ملموس كان السبب وراء تفاقم أزمة الثقة بين ممثلي الحكومة المركزية في العاصمة وبين الأطراف الممثلة في الجهات المحرومة. كما أفاد أن هذه السنة هي سنة الصراع من أجل حماية وتحصين المكسب الذي حققته الثورة التونسية والمتمثل في حرية التعبير والصحافة ملاحظا أن الإعلام لا يعاني من مشكلات وعوائق خطيرة ومضيفا أن الإعلاميين هم فقط القادرون على معالجة الملف الاعلامي انطلاقا من مراجعهم المهنية ومن محافظتهم على استقلاليّتهم.