أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين فوزه في انتخابات الرئاسة في البلاد، قائلا أمام حشد قرب الساحة الحمراء في موسكو "لقد فزنا في معركة مفتوحة ونزيهة،" رغم أن فرز الأصوات لا يزال مستمرا، بينما سارع خصومه، وعلى رأسهم غاري كسباروف، إلى اتهام السلطات بممارسة التزوير على نطاق واسع. ومع فرز نحو 70 في المائة من الأصوات، حصل بوتين على 64.7 في المائة من الأصوات، وهي نسبة أكثر من كافية له لتجنب جولة الإعادة، في حين حصل أقرب منافسيه، الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف على 17.23 في المائة من الأصوات. ويعتقد أن نحو 108 ملايين ناخب مسجل أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التي شاركت فيها كل الكيانات الفيدرالية الروسية. وواجه بوتين في الانتخابات أربعة منافسين، سبق له أن هزم ثلاثة منهم في انتخابات سابقة، وهم: غينادي زيوغانوف، وزعيم حزب "روسيا العادلة" سيرغي ميرونوف، والحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي، بجانب المرشح المستقل، ميخائيل بروخوروف، وهو الوحيد الذي يشارك في انتخابات الرئاسة للمرة الأولى. وتتميز الانتخابات الرئاسية الحالية كونها الأولى التي ستؤدي إلى وصول رئيس يحكم لولاية تصل إلى ستة أعوام بدلا من أربعة. واتهم كاسباروف، وهو بطل عالمي سابق في الشطرنج، أنصار بوتين بالتلاعب بأصوات الناخبين في مراكز الاقتراع وإضافة أصوات إلى القوائم، مضيفاً أن الأصوات المضافة فاقت في بعض الأحيان نظيرتها المسجلة. أما النائب المعارض إيليا بونومارروف، فقال إن بعض مراكز الاقتراع كانت قد أعلنت النتائج قبل أن تبدأ عمليات الفرز فيها، مضيفاً إن بوتين قد يكون الأكثر شعبية بين المرشحين، ولكنه استنكر الحاجة إلى إظهار أنه حقق فوزاً كاسحاً بالانتخابات. ويأمل بوتين، الذي تولى الرئاسة في روسيا للفترة من 2000 إلى 2008، في العودة إلى تولي زمام الأمور بعد أن قضى أربع سنوات كرئيس للوزراء، وهو تكتيك لجأ إليه بسبب قيود الدستور الروسي الذي لا يجيز له تولي أكثر من دورتين رئاسيتين متتاليتين. وتجري الانتخابات الرئاسية الحالية وسط أجواء سياسية مغايرة بعدما فجرت الانتخابات في ديسمبر الماضي حركة احتجاجات على مزاعم اتهامات بالفساد ومطالب إصلاح. روفاز حينها حزب بوتين الحاكم "روسيا الموحدة" على 49.5 في المائة من الأصوات. ويرى محللون بأن الاحتجاجات، التي أعقبت تلك الانتخابات، بأنها الأضخم التي تشهدها روسيا طيلة عقدين، ويتوقع أن تشهد روسيا المزيد من الاحتجاجات، الاثنين، حال إعلان فوز بوتين بالرئاسة للمرة الثالثة.