قام أحد السياح التونسيين الذي كان مختبئا مع أربعين شخصا داخل إحدى قاعات المتحف بالتقاط صور من داخل متحف باردو أثناء الهجوم المسلح على المتحف. وقال السائح أن رجلان مسلحان حاولا اقتحام مقر المجلس ثم اتجها نحو متحف باردو المحاذي له بعدما باءت محاولتهما بالفشل وأطلقا النار على السياح بينما كانوا ينزلون من حافلاتهم أمام المتحف، ثم طاردا بعضهم وقاما بقتلهم داخله. وذكر السائح في شهادته التي نشرتها "فرانس 24" أنه كان يتجول داخل المتحف برفقة زوجته وطفليه الاثنين عندما سمعوا أصواتا غريبة وأنه " في بادئ الأمر، اعتقدنا أن هناك أعمال ترميم بالمتحف. وعندما أصبحت الأصوات قوية، ظننا تمثالا سقط على الأرض. ولاحقا قيل لي أن قنبلة يدوية قد انفجرت، ثم سمعنا صوت رشقات الرشاش. ..كان حولنا عدد من السياح الأجانب، بينهم فرنسيون وبولونيون. اتجهنا إلى قاعة في الطابق الثاني من المتحف واختبأنا بأحد أركانها حيث مكثنا بضع دقائق". وواصل "قمنا بإقفال هواتفنا الجوالة حتى لا ينتبه الإرهابيون لوجودنا وعندما بدأت الأصوات تقترب، ركضنا في اتجاه قاعة أخرى بالطابق الأول. قمنا بسد أحد الأبواب باستعمال قضيب حديدي وعطلنا قفل الباب الثاني حتى لا يتمكن الإرهابيون من الدخول إلى القاعة. ..قمنا بإقفال هواتفنا الجوالة حتى لا يتفطن الإرهابيون لوجودنا في تلك القاعة، عندما كنا نتنصت خلف الباب، كنا نسمع دوي الرصاص في الطابق السفلي وكذلك في الطابق الثاني. ...وكان 37 شخصا يختبئون في تلك القاعة أغلبهم سياح أجانب". وأضاف "أن وسائل الإعلام كانت تتناقل خبرا بوقوع الهجوم في مبنى البرلمان، في حين كان يحدث داخل المتحف! فقمت بالتقاط صور وأرسلتها إلى أصدقائي ووسائل الإعلام المحلية حتى يتبين لهم أن الهجوم كان بالمتحف وليس في مبنى البرلمان المحاذي له، كذلك حاولت الاتصال بالجيش والشرطة لإبلاغهم بوجودنا في تلك القاعة. بعد ذلك، قمت بمتابعة تطورات الهجوم على الإنترنت، وعلمت أنه كان هناك قتلى وأن وحدات القوات الخاصة كانت موجودة على سطح المتحف". وكشف أنه وبعد حوالي ساعتين ونصف من بدء الهجوم، قام رجال الأمن التابعين لوحدة مكافحة الإرهاب بخلع الأبواب وإخراجهم من القاعة الواحد تلو الآخر، و أثناء إجلائهم من هناك، كان الرصاص لا يزال يدوي في المتحف، وعندما كان متوجها إلى الخارج، رأى جثتين في الطابق الأول وجثة في الطابق السفلي، وكذلك جثة رابعة كانت ملقاة على الرصيف عند مدخل المتحف، ونقلوا إلى ثكنة للجيش تقع على مسافة 100 متر من المتحف، ثم تم نقل الأجانب بالحافلات إلى الميناء حيث كانت بواخرهم ترسوا.