اقتحم، ظهر امس، ارهابيان لا يتجاوز عمر كل منهما العشرين سنة ويلبسان لباسا مدنيا، البوابة الخلفية لمقر مجلس نواب الشعب وهما يحملان سلاحي "كلاشينكوف"، وقاما بقتل كل من اعترضهما من سياح وأمن، وحتى عاملة النظافة لم تسلم. عملية أسفرت عن سقوط 22 قتيلا من بينهم تونسيان و52 جريحا تم نقلهم لمستشفيات العاصمة. وكانت الساعة منتصف النهار من يوم امس توقيتا مفصليا حيث يمثل لحظات قبل الكارثة، تتالى صوت الرصاص فيها ولا احد في داخل المجلس، حسب ما اوردته صحيفة الشروق الصادرة اليوم الخميس 19 مارس 2015، يعلم مصدره، في حين كان يوجد عوني امن يحرسان الباب الخلفي لمقر البرلمان، أحدهما بالزي الرسمي والثاني بالزي المدني. عونا الامن كانا في مكان صغير مخصص للحراسة، ومن شدة صغر المكان وخلوّه من أي إشارة تؤكد أنه جُعل للحراسة، لم ينتبه الارهابيان إليه، وتوجها مباشرة وبسرعة إلى باب المتحف الذي يبعد ما يقارب العشرين مترا عن الباب الرئيسي الخلفي الذي يمكن من الدخول إلى المجلس والمتحف معا. دخل الارهابيان وأطلقا الرصاص بشكل عشوائي على كل من وُجد أمام الباب، وتمكنا حينها من قتل عدد من السياح وعاملة تنظيف في المتحف، في تلك الأثناء تدخل عون من بين عوني الامن اللذين كانا متمركزين في البوابة الفاصلة بين مبنى المتحف ومبنى المجلس وأطلق النار على الارهابيين اللذين أجبرا على الدخول لمقر المتحف وأطلقا النار مرة اخرى بشكل عشوائي على من في داخله. دخول الارهابيين إلى المتحف حصر التدخل الامني والعسكري في محيط مبناه، حيث فتحت الثكنة العسكرية المحاذية للمتحف ابوابها التي تفتح كذلك على مقر البرلمان وادخلت معدات عسكرية، وقامت بتطويق المكان قبل ان تلتحق بمسرح العملية الارهابية القوات الخاصة وقوات التعزيز. على الساعة 13:06 تحديدا سمع دوي انفجار قوي تأكد من في المجلس عن طريق امنيين أنه صوت "رمانة يدوية"، وهي قنبلة يدوية معهودة الاستعمال من قبل الارهابيين، تم إلقاؤها على رجال الأمن من شباك المتحف المقابل للباب الداخلي لمجلس نواب الشعب، وأصابت عون أمن بجروح في عينه اليمنى، ثم أطلقت قنبلة ثانية لم تسفر عن إصابات. في بداية المواجهة وعندما دخل الارهابيان من الباب الرئيسي للمتحف، كان عدد كبير من السياح في الباب الثاني وهو ما سهل تدخل قوات الأمن لإجلائهم وإدخالهم إلى مقر البرلمان قبل ان يتم إخراجهم على الساعة الخامسة، بعد انهاء العملية بشكل رسمي. ويقول صحفي الشروق سرحان الشيخاوي الذي كان موجودا في الكجلس وواكب الاحداث التي يرويها: "إن فرقة مكافحة الارهاب تدخلت بعد الساعة الواحدة واقتحمت مبنى المتحف، وسمع في حدود الساعة الواحدة وست دقائق تبادل إطلاق نار كثيف، علمنا بعدها بدقائق أن احد قوات الفرقة واسمه أيمن مرجان قد توفي متأثرا بجروح رصاصات أطلقها الارهابيين اثناء المواجهة". ويتابع: "هدأت المواجهة بضعة دقائق، ثم اشتد تبادل اطلاق النار من جديد على الساعة الثانية بعد الزوال وسُمعت انفجارات متتالية تجاوزت الخمسة، تثبتنا من مصادر امنية فأفادونا بأنها قنابل صوتية يتم اطلاقها داخل مقر المتحف من قبل قوات الامن.. ثم تتالى إطلاق الرصاص والصيحات من داخل مبنى المتحف، وحينها كان عدد من السياح يقفون وراء أحد نوافذ المتحف ويطلبون من قوات الامن اخراجهم، لكن الامر شارف على النهاية بالنسبة لهم فما هي إلا لحظات ووصل الارهابيان الغرفة التي كانوا فيها وقاما بقتلهم جميعا". ووفق نفس المصدر، فقد تم الاعلان عن انهاء العملية وقتل الارهابيين الذين تحصنا في مبنى المتحف على الساعة الثالثة وست دقائق بالتحديد، وتم الاعلان عن مقتل ما يقارب ال20 سائحا أغلبهم من الجنسية الألمانية إضافة إلى بولونيين وكرواتيين وإيطاليين وبريطانيين، غضافة إلى عاملة نظافة بالمتحف وسائق الحافلة التي كانت تقل عددا من السياح.