أكّد مراقبون للشأن الليبي أنّ تحالف مليشيات "فجر ليبيا" يتعرض لهزات متتالية، تتجه به نحو مراحل التفكك، وربّما الانهيار خلال فترة وجيزة. وبدت أول ملامح هذ التفكك بخلاف بين "غرفة عمليات ثوار ليبيا" أحد الأذرع العسكرية المتحالفة مع مليشيات "فجر ليبيا" وحكومة برلمان طرابلس. ويقود غرفة عمليات ثوار ليبيا أبو عبيدة الزاوي المنتمي لمدينة الزاوية، وهو شخصية تلعب دوراً مهما في عمليات القتال والتحشيد، خاصة وأنه يصنف من القادة المقربين من جماعة أنصار الشريعة، التي صنفها مجلس الأمن والبرلمان الليبي، ضمن القائمة السوداء للكيانات الإرهابية في ليبيا. وتعود تفاصيل الخلاف الى اتهام "غرفة عمليات ثوار ليبيا" عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، المؤتمر الوطني المنتهية ولايته وفريق الحوار التابع له، بمحاولة ليّ ذراع الثوار وإرغامهم على خفض سقف المطالب بحوار الصخيرات، والتنازل عما يراها الثوار ثوابت ومبادئ ثورة 17 فيفري، يتقدمها "قانون العزل السياسي". وأكدت هاته الأخيرة، بأن لا أحد يمثلهم في الحوار السياسي، وأن الحسم العسكري هو الذي سيكون الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة. على الأرض تمكنت قوات الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر من قطع الطريق لإمدادات مليشيات "فجر ليبيا"، بمساندة من قوات جيش القبائل، حيث تمكنت من التقدم في مدينة العزيزية، واتجهت نحو الطريق الساحلي الرابط بين طرابلس والمدن الغربية للبلاد، وتحديدا عند معسكر 27 كلم. وتمثل هذه الطريق الساحلية دورا مهما، كونها ستقطع الإمدادات العسكرية عن المليشيات بالزاوية وصرمان وصبراتة وزوارة، وتعزلها عن العاصمة طرابلس تماما. ويرى محمد الخوجة الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإسلامية، أن إمكانية حدوث صدام بين ميليشيات مصراتة والزاوية، التي تمثلان ثقلاً في تحالف مليشيات "فجر ليبيا" جائز وبدأت ملامحه تظهر، عندما اتهم لواء الحلبوص، قوات الزاوية بعدم احترام هدنة مع جيش القبائل، وهو أمر قوبل برفض كبير من الزاوية التي اتهمت مصراتة بالتحالف مع حفتر ضدها". ويتشكل تحالف مليشيات "فجر ليبيا" الإسلامية، من الثوار السابقين الذين شاركوا بالاطاحة عسكرياً بنظام القذافي في أكتوبر 2011، ويتكون التحالف المسلح من 12 مدينة ومنطقة غرب طرابلس، أبرزها مدن (مصراتة – الزاوية – زوارة – صبراتة – غريان)، حيث شنت هجوماً كاسحاً مطلع يوليو 2014، على كتائب الزنتان المسلحة الموالية للجيش الوطني، وقامت بإخراجهم من طرابلس بقوة السلاح.