نشرت "الجريدة" صورة للقاء رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مع القائد الاخواني وعضو "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" والسياسي المقرب من جماعة "فجر ليبيا" علي الصلابي يوم السبت الفارط. وأثار لقاء القائد السبسي بعلي الصلابي الذي تربطه علاقة قوية بعبد الحكيم بلحاج زعيم ميليشيات فجر ليبيا العديد من نقاط الاستفهام خاصة وأنه ليس لعلي الصلابي له أي دور يذكر في ليبيا ما عدا إيجاد تمويل فجر ليبيا بحكم إقامته في تركيا، ولماذا يلتقي رئيس الجمهورية السيد قائد السبسي به مع أنه غير فاعل على الميدان ؟؟ الصورة المسربة قد تنبئ ربما باختراق محيط الباجي قائد السبسي لا سيما مع استغلال فرصة غياب مستشاريه ، وهو ما يطرح أيضا عددا من التساؤلات حول علاقة نجل القائد السبسي بأحد رجال الاعمال المقربين من عبد الحكيم بلحاج و دورهما في تنسيق اللقاء؟، وهل أن اللقاء يعتبر مناورة سياسية من الباجي قائد السبسي ورغم أنها لا تستقيم .. ذلك أن الدولة التونسية منذ نشأتها تعودت على التعامل مع الهياكل الشرعية وليس مع الميليشيات والمجموعات المسلحة؟ أم أنها عادة مستجدة قد دأبت عليها تونس منذ استقبال تونس لرئيس حكومة الميليشيات خليفة الغويل سواء من قبل رئاسة الجمهورية أو من طرف وزارة الخارجية؟ ويذكر أن علي الصلابي هو عالم دين ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي محسوب على جماعة الإخوان المسلمين، وينتمي إلي تيار مايعرف الإسلام السياسي، و تجمعه علاقة وطيدة مع قيادات الجماعة الليبية المقاتلة كعبد الحكيم بالحاج، و ساهم في إجراء حوار بين الجماعة والدولة الليبية انتهى بالإفراج عن عدد من أعضائها من السجون الليبية وبرز هو وسالم الشيخي خلال ثورة 17 فيفري في وسائل الاعلام. اما عبد الحكيم الخويلدي بلحاج فهو جهادي وقائد المجلس العسكري في طرابلس بعد 2011 في ليبيا و رئيس حزب الوطن الإسلامي، وكان أمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة المنحلة و مؤسسها في بداية التسعينيات وعاد إلى ليبياعام 1994 . ويشار إلى أن العلاقات التي يتمتع بها الرجل مع التنظيمات الجهادية زادته ثباتا في انخراطه في عمليات تسفير الشباب السلفي إلى سوريا وإشرافه على تدريبات المجاهدين قبل ذلك، و برز تورط عبد الحكيم بالحاج في الملف السوري منذ بداية المواجهات المسلحة بين القوات النظامية منذ الاطاحة بنظام القذافي.