هي التي قالت في قصيدتها "نهاية تجربة" "عندما كنت أحبك... لم أكن أعرف أن الحب وهم.." زبيدة بشير هي أول شاعرة تجرأت على نشر أول مجموعة شعرية في تونس بعنوان "حنين" وهي من أبرز شعراء الخمسينات ولدت سنة 1938 في ساقية سيدي يوسف بتونس وتوفيت سنة 2011 عن سن تناهز 73 سنة بعد مسيرة طويلة من العطاء الأدبي فقد كانت الصوت النسائي الوحيد الذي يسمع وسط مجالس المثقفين من الرجال. شغلت زبيدة بشير الشاعرة والمذيعة الناس وملئت أخبارها وصورها الصحف والمجلات ولكن المفاجئة الكبرى في حياتها والتي صرحت بها على لسانها أنها لم تقصد يوما مؤسسة تعليمية للدراسة ولم تجلس يوما في مقعد مدرسة أو معهد أو جامعة لأن والدها كان يرفض خروج بناته..ولكي لا يحرمها نعمة المعرفة أحضرها إلى أحد مشايخ العلم ليعلمها الكتابة والقراءة. بعد صدور مجموعتها الشعرية الأولى حنين حققت المزيد من الشهرة بفضل صدور مجموعتها الشعرية الثانية "آلاء" ولكنها فجأة اختفت عن الساحة الثقافية والإعلامية في السبعينات برغبة منها وقررت عدم الظهور واختارت العزلة. خصص مركز البحوث والدراسات حول المرأة الكريديف سنة 1955 جائزة تحمل اسم الشاعرة "زبيدة بشير للكتابات النسائية التونسية" توزع في 8 مارس من كل سنة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة وهي تعد تكريما للأدبيات التونسيات المتميزات في مجالات القصة والرواية والشعر. ديوان "حنين" هو سجل للغناء الوجداني المرهف إذ يرتفع صوت الشاعرة بالشدو صافيا ومحلقا في الأعالي. أما ديوان "آلاء" للشاعرة زبيدة بشير والذي صدر سنة 2002 وفيه 124 صفحة ينطوي على 26 قصيدة كتبتها الشاعرة على مدى نصف قرن وهي قصائد تنطوي على قدر كبير من التأمل في صور الكون وتفاعل الذات معها لذلك تتنقل بين القصائد من صورة واستعارة إلى أخرى مجسدة عبرها لمعاني الروح في نورها وعتمتها وفي بهجتها ووحشتها فهي تقوم على انقسام بين عالمين ينفصلان ليمتزج في صورة أخرى تكتشفها الذات المتأملة. قبل وفاتها كانت الشاعرة زبيدة بشير تستعد لإصدار مجموعة شعرية ثالثة ولكن توفاها الأجل في 21 أوت 2011 ولم يكتب لهذه المجموعة أن ترى النور.