قال عدد من الباحثين بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية أنهم قادرون على جعل قفصة منطقة خضراء بالكامل اثر توصلهم إلى تجارب تحدد أصناف جديدة من النباتات تتأقلم مع الجفاف والملوحة علاوة على التوصل من خلال التجارب إلى تحسين خصوبة التربة لتطوير إنتاجية الأراضي. وكشفت زيارة لعدد من الإعلاميين ومكونات المجتمع المدني إلى القطب التكنولولوجي ببرج السدرية عن مخزون نوعي وكمي من البحوث العلمية في مجالات الطاقات المتجددة والماء والمواد و البيئة وهي محاور على صلة مباشرة بالواقع التنموي والاقتصادي للبلاد، غير أن هذه البحوث وعلى أهميتها ونجاعتها لا تزال "حبيسة المخابر" ولم تخرج من أسوار القطب التكنولوجي لعدة أسباب أبرزها باعتراف الباحثين والمشرفين على القطب النقص الفادح في الاتصال والتواصل بين المؤسسات الصناعية والباحثين الذي لم يرتق إلى المستويات المطلوبة. ومن أهم نتائج البحث التي تم استعراضها الشروع في تحليل التربة التونسية للكشف عن مادة الذهب ومعرفة الكميات ونجاعتها إلى جانب استعراض تقنية جديدة للتقليص بنسبة 50 بالمائة في التكلس على مستوى عدادات وقنوات الصوناد. ومن النتائج الأخرى تقديم نتائج مركز البيوتكنلوجيا من خلال الوصول إلى نتائج لتحسين خصوبة التربية واختبار نباتات تتأقلم مع المناخ الحار ولاحظ الباحثون انه في حال نجاح التجارب 100 بالمائة بالإمكان جعل قفصة خضراء بهذه الأصناف من النباتات. كما تم التوصل إلى تقنية تحلية المياه بواسطة الطاقة الشمسية إلى جانب تجارب أخرى في مجال البوغاز من اجل إنتاج الغاز انطلاقا من الفضلات. وأعلن نجيب المنصوري الرئيس المدير العام لشركة التصرف في القطب التكنولوجي ببرج السدرية خلال لقاء إعلامي انتظم الخميس عن الشروع بداية من سبتمبر 2016 في تنظيم الأيام الوطنية للبحث والتطوير تحت شعار "التجديد المتكامل" كخطوة وفق رأيه في مزيد انفتاح القطب على محيطه الخارجي ولا سيما الصناعيين والمهنيين. وأكد على أن الإنتاج العلمي للقطب التكنولوجي ببرج السدرية يعادل 10 بالمائة من الإنتاج العلمي على المستوى الوطني ولديه حوالي 40 براءة اختراع غير انه يتم مواجهة صعوبات مالية لتسجيلها. ويحتضن القطب الذي يمتد على مساحة 100 هكتار، أنشطة أكثر من 5000 طالب في مختلف الاختصاصات المتطورة كما يؤمن مجالا للبحث والتنمية لحوالي 400 باحث موزعين على 4 مراكز مسخرة للأولويات الوطنية إلى جانب فضاء صناعي يضم محضنة للمؤسسات الناشئة ومناطق وبنايات صناعية مخصصة للتسويغ أو التفويت. ويعمل القطب من خلال هذه المراكز على القطاعات المصنفة كأولويات وطنية وهى تكنولوجيات الطاقة والمياه والبيوتكنولوجيا وعلوم المواد ويساند من خلال فضائه الصناعي الذي يحتوى عل محضنة للمؤسسات ومنطقتين صناعيتين لتثمين مجهود البحث والتنمية لمراكزه واستهداف المعنيين بخدمات هذا المجهود حسب الطلب. تقنية جديدة لإزالة التكلس من قنوات وعدادات الماء وأفاد الباحث في مركز بحوث وتكنولوجيا المياه محمد بن عمر انه توصل إلى تجربة جديدة أظهرت نجاعتها تتمثل في التقليص بنسبة 50 بالمائة من نسبة التكلس وإزالة الكالكار في قنوات المياه وعدادات شركة الصوناد. وأفاد أن هذه التقنية (المعقدة تقنيا) بإمكانها أن تجنب الصوناد مصاريف باهظة مشيرا إلى أن الصوناد أقدمت على قرض لقيمة 200 مليون دينار من اجل القنوات غير أن هذه التقنية الجديدة بالإمكان أن تغنيها عن هذا القرض والحال ان كلفة هذه التقنية الجديدة تبلغ 1 مليون دينار. في تونس هناك الأتربة النادرة وقال الباحث فريد مختار مدير عام المركز الوطني في علوم المواد انه تم الشروع في تحليل التربة التونسية من اجل التثبت في إمكانية تواجد مادة الذهب وخاصة التثبت من الكميات ونجاعتها، إلى جانب تحليل مادة الرمل التي تحتوي على مواد ثمينة على غرار مادة السيليسيوم التي يتم استعمالها في عديد الدول المتقدمة في مجال التطبيقات التكنولوجية. وأضاف أن تونس تزخر بالتربة النادرة وهي أثمن من مادة الذهب نظرا لان هذه المادة يتم استعمالها في صناعة عديد المواد الالكترونية وخاصة الهواتف الجوالة.