العملية الارهابية التي جدت امس في برج البراجنة في الضاحية الجنوبية من بيروت و التي تمثلت في تفجير انتحاري أول تلاه ثاني بعد تجمهر المدنيين بغية ايقاع أكثر ما يمكن من الضحايا من الابرياء تؤكد الطبيعة الفاشستية لهؤلاء الحيوانات البشرية وان لا حل مع هؤلاء الا بهزيمتهم هزيمة شاملة عسكريا اولا و من ثمة هزيمتهم اديولوجيا في وقت لاحق و تخليص الامة من كل ما له صلة فكرية بهم و بشكل حاسم وصارم لان الامر يتعلق بوجودنا و انتمائنا للانسانية من عدمه هذا من جهة من جهة اخرى فان حجم الغل و الدموية التي نفذت بها العملية تعكس حجم الذل و الهزيمة والانكسار الذي مني به هؤلاء المرتزقة ومن يقف ورائهم في سوريا على يد الجيش العربي السوري و رجال المقاومة في حزب الله وبقية الفصائل وتأكيد على هزيمتهم الادراكية مما ولد لديهم عجز كبير و انهيار نفسي و معنوي جعل دفاعاتهم تنهار تباعا خلال اليومين اللذان سبقا العملية الارهابية فلم يعد بوسعهم الرد ميدانيا في اي من جبهات القتال في سوريا فالتجؤوا الى اسلوب الذئاب المنفردة و استهداف المدنيين العزل في محاولة لاستعادة بعض المعنويات لمقاتليهم و التغطية على هزائمهم اعلاميا على الاقل هذا من الناحية الانية. ام على المدى المتوسط فيظهر من خلال تركيزهم على ان من قام بالعملية هم ارهابيين فلسطينيين و سوريين و هي محاولة منهم لزرع بذور فتنة فلسطينيةلبنانية هدفها تخلي الشعب اللبناني على القضية الفلسطينية في مرحلة اولى و تهجير الفلسطينين من لبنان في مرحلة لاحقة بعد ان تم تهجيرهم من العراقوسوريا وهنا تظهر بوضوح بسمات الكيان الصهيوني و بالتالي ارتباط هؤلاء الارهابيين باستخبارات العدو. ولكن لن يتحقق لهم اي من هذه الاهداف لسبب بسيط هو ان المعركة في سوريا و لبنان تختلف عنها في يا مكان من الارض فالقوى المقاومة لمشروع الخراب الكبير هناك لها من الصبر الاستراتيجي والقدرة على استعاب الهجومات و العمليات الاكثر دموية و نوعية بما لا يتصوره عقل فيكفي ان اذكر بحادثة تفجير خلية الازمة في سوريا و التي استشهد فيها كل القيادة العليا للدولة باستثناء الرئيس بشار الاسد الذي لم يحضر الاجتماع و هي عملية كانت قاسمة و نهائية بالنسبة لقوى العدوان و اشد الواثقين و المتفائبين بقدرة الجيش و الدولة السورية على الصمود لم يكن يتصور انهم قادرون على استعاب مخلفات تلك العملية و التي رافقها هجوم شامل للمرتزقة على العاصمة و تقريبا اعلاميا في كثير من القنوات تم اسقاط دمشق و الدولة السورية لكن ساعات و تم استعاب العملية بكاملها و تم عكس الهجوم عسكريا حيث كانت جثث المرتزقة تملأ شوارع دمشق و تم كذلك استعابها سياسيا و اعلاميا و انصح من يراهن على احداث خرق ما في جدار قوى المواجهة من جيش عربي في سوريا و قوى مقاومة معه ان يعود لتفاصيل تلك العملية ...مشروع الارهاب يتراجع و بقوة و لكن تكلفة هزيمته ستكون كبيرة جدا جدا لا على سوريا و لبن ان و فلسطين ...و انما على الامة العربية و احرار الانسانية فعملية برج البراجنة ستعقبها عمليات يائسة و اكثر دموية في اكثر من مكان في الوطن العربي و العالم و لكن ليس لنا من خيار سوى النصر أو النصر..