قال الخبير الأمني مازن الشريف أن الفيديو الذي تم نشره حول اعترافات الراعي ثم قطع رأسه، تمظهر أجلى وأقوى لما أسماه بالإرهاب المافيوزي، واندماج بينه وبين ما أطلق عليه اسم "الارهاب الانتقامي"، و"الارهاب الاستراتيجي". وأوضح الشريف أن الارهاب المافيوزي المافيا التي صنعت الارهاب وتحرّكه بما لها من غرف عمليات واستعلامات ومخابرات تدعمها أو خاصة بها، فهو هيكل كامل مكتمل تمويلا وعناصر وتقنية ولوجستيك وخطط وهذا المصطلح أطلقه بعد محاولة اغتيال رضا شرف الدين وتداوله الاعلام بكثافة، أما الإرهاب الانتقامي فقد قصد به القتل لمجرد القتل والتشفي، وأطلق هذا المصطلح بعد قطع رأس رجل الأمن حسن السلطاني وعملية قتل الطلبة الجنود في نبّر ولاية الكاف، وهو مصطلح تم تداوله أيضا إعلاميا وعلى ألسنة البعض والمؤسف أن منهم من ينسب كل مصطلح لنفسه مبررا ذلك بتوارد الافكار وهذا إفك بواح وفق قوله. وأضاف أن الارهاب الاستراتيجي يعني القتل والتنكيل بإخراج عالي الدقة لغايات استراتيجية دقيقة كالتخويف وبث الرعب واظهار القوة والتأثير في الشباب وجلبهم لبؤرة الارهاب، ومثال هذا عملية حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة، وعملية اعدام الجنود السوريين من طرف يافعين دواعش في تدمر، وعملية ذبح الأقباط المصريين في ليبيا. وكتب الخبير الأمني على صفحته الخاصة أنه حين يتم الدمج بين هذه المصطلحات والتقسيمات للارهاب من داخله وهو أمر مهم لمن يريد دراسة وتفكيك خطّه النوعي والحركي، ثم يتم تحليل الفيديو المذكور أعلاه (اعترافات الراعي وقتله) فإن البعد الانتقامي جليّ في عملية القتل والتنكيل وإرسال الرأس لعائلته، كما أن البعد الاستراتيجي والمافيوزي ظاهر من خلال الفيديو وتقنية الاخراج ونوعية الصورة والدقة، مما يطرح أسئلة عن غرفة العمليات التي تم فيها ذلك، وعن أريحية الارهابيين في التحقيق والتصوير والقتل، وعن قدرتهم التفاعلية مع الاعلام ودخولهم للعالم الافتراضي ومن يقوم بذلك إلى غيرها من الأسئلة. وهنالك أسئلة على الضفة المقابلة عن الدولة التونسية ومخابراتها والبعد الاستعلامي وعن الثغرات وكيفية سدها وعن هذه الشبكة وكيفية تفكيكها.... وأشار إلى أنه "لابد من الانتباه فالمناوشات تكون بعدها الضربة القاضية وتكون في المركز، ويكون فيها إرهاب أسود لا يرحم، هنالك جهد قامت به المؤسسة الأمنية وأفشلت عددا من العمليات الإرهابية الخطيرة، وهنالك عمل كبير تقوم به المؤسسة العسكرية، لكنه يبقى في حاجة لمزيد التطوير والدعم".