علّق الخبير في الشؤون الأمنية مازن الشريف عبر صفحته الرسمية على الفايس بوك على عملية محاولة اغتيال رضا شرف الدين صباح اليوم وقال أنه يبدو جليّا أن للأمر علاقة مباشرة بفيديو معز بن غربية ويعطي للرجل مصداقية كبيرة فيما بيّن أنه يمتلكه من معطيات، وربما تكون الغاية تخويفه بشكل أكبر وضرب طرف قريب منه في علاقة بقناة التاسعة حيث أن شرف الدين أحد المساهمين فيها، ولعلّ الأمر كلّه كان بغاية التخويف لا القتل لأن النجاة من رصاص مافيا الاغتيال ليس بالأمر الهين، رغم اليقين أن الله ربما أنجاه وكتب له حياة جديدة نحمد الله على سلامته. يضيف "وحين يرتبط الأمر بمسارات الإرهاب في تونس، فهو كما بيّنت من قبل إرهاب مافيوزي وليس إرهاب تنظيمي مسلّح مثل داعش ليبيا او سوريا والعراق، والإرهاب المافيوزي أقوى واعقد كثيرا من الإرهاب المسلح، فهو من يقوم بتحريكه وهو إرهاب يتعلق بعصابات الجريمة المنظمة والمخابرات، وليس أدل على قوته من عمق وقوة العمليات الارهابية في تونس التي قامت على ثنائية متناقضة جمعت بين فداحة الخسائر وبساطة الآلية المستخدمة - مثل الرزقي فرد واحد غير مدرب كثيرا يقوم بأكبر مجزرة - وهي بساطة لا تمنع من تعقيدات في كيفية تحريك الآلية أو في الآلية نفسها مثل عمليّة باردو او اغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي. وهذا الإرهاب المافيوزي منح زخم للإرهاب المسلح حيث قام بتوفير مجندين كثر دمغجهم وهيأهم وأرسلهم من تونس الى سوريا والعراق وليبيا ومالي، وهو حين ننظر في بعض قائمات الإرهابيين والقتلى في بؤر النزاع لديه نفاذ في كامل تراب الجمهورية والأكيد ان لديه من يدعمه داخل الدولة نفسها مما يعيد طرح مسالة الامن الموازي والإفراج عن الارهابيين في علاقة بالتحقيق والقضاء والقرار السياسي في مرحلة ما وعلاقته بالربيع العبري ومديريه والمخططين له وما أسميته الشركة الكبرى التي صنعت داعش ومولتها وتستفيد منها. الإرهاب المافيوزي شبيه بالسرطان، وهو حين ينخر جسد دولة ما لا يبقي ولا يذر، ويوم يشعر بالخطر وقرب انكشافه يضرب بكل حقد وقسوة، وحين ننظر في الخارطة الجيوسياسية الجديدة التي فرضها الاتفاق النووي الإيراني والتدخل الروسي القوي في سوريا والدعم الصيني والكوري الشمالي والهلع الأمريكي الغربي الحقيقي خاصة مع تهديدات زعيم كوريا الشمالية الذي يعرفون انه يمكن أن ينفذ أي تهديد حتى بالنووي، وبداية فرار آلاف الدّواعش من تلك المناطق وتمركز عدد منهم في ليبيا الآن ثم انضمام تونس للتحالف الدولي وزيارة الباجي الأخيرة الى مصر وتجهيزات مصر العسكرية الجديدة في علاقتها القوية بروسيا وما تجهزه الجزائر أيضا والقريبة بدورها من روسيا، ثم قرب تنفيذ هجوم كاسح في ليبيا لضرب الدواعش وحلفائهم وعلاقة الحلفاء باطراف سياسية في تونس وتداخل كل ذلك والسيارات المفخخة التي تم الكشف عنها مؤخرا وصولا لرسائل المارد الجزائري وخاصة البارحة وتنفيذ عملية الاغتيال اليوم التي لم تكتمل للطف من الله او لان القتلة لم يريدوا قتله بقدر ما ارادوا اسكات معز بن غربية...كل هذه الشبكة تحتاج لعقل استراتيجي عملاق يحلل جميع ابعداها وللجنة عاجلة تقيّم الوضع وتدرس الحركات القادمة للصد والوقاية والحماية. إن مكوث سيارة امام منزل نائب شعب وعضو في الحزب الاول في تونس ورئيس واحد من أهم الاندية التونسية ثم ضربه بوابل رصاصات والفرار والاختفاء في مدينة سوسة التي تمت فيها منذ فترة قريبة اكبر عملية ارهابية في تاريخ تونس يطرح اسئلة حارقة كنت طرحت بعضها الأمس في بوليتيكا وفيما نشرته على صفحتي هذه، أسئلة عن مدى عمق مافيا الارهاب داخل الدولة وعن مدى قدرة الدولة على الانتصار عليها بل على مجرد التفطن لجميع خيوطها وعن المخابرات والاستعلامات وامن الدولة، فهل يعقل ان تكون بلاد معرضة لاحتمال هجوم داعش المسلح من حدودها مع ليبيا، ولأخطر العمليات الإرهابية، وبلاد تعلن انضمامها لتحالف دولي قوي ونافذ ولديه مخابرات قوية جدا، ويكون للانضمام معنى حرب مفتوحة مع أقوى تنظيم إرهابي، ثم يكون هذا حالها، فكيف ستنتصر؟؟؟ بل كيف لبلاد ينعم فيها الإرهابي بطابور من أشباه المحامين وأشباه الحقوقيين وأشباه السياسيين وأشباه الإعلاميين، وبدعم عميق من شبح أمن موازي، وبشروط تحقيق وإفراج ميَسرة لا يمكن ان يجدها في مكان في العالم، كيف له ان لا ينجح في قتل الوطن، والقادم مدمر على هذا المنوال، راجعوا مقالي « كشف الاوراق الاخيرة..ما تبقى من المخطط الارهابي وكيفيات ردعه".