لا يزال ملف عمال الحضائر من الملفات التي تحوم حولها جملة من الشبهات خاصة انه يهم اكثر من مائة ألف شخص، 63 ألف عامل بوزارة الاستثمار والتنمية الاقتصادية و40 الف عامل حضائر تابعة لوزارة الفلاحة وهم من أصحاب الوضعيات المهنية الهشة ذلك أن راتبهم الشهري لا يتجاوز 254 دينار كأجر ل25 يوم عمل. ويتوزع عمال الحضائر بين الولايات بأعداد متفاوتة لكن النسبة الأكبر هي في ولاية القصرين ب14500 عامل حضيرة ينتظرون تسوية وضعياتهم المهنية وذلك بالترسيم. وحسب مصادر في القصرين فقد تم منذ أسابيع إصدار قائمة تضم 73 اسما من عمال الحضائر في الجهة تم ترسيمهم و تسوية أوضاعهم المهنية، لكن ما أثار جملة من الاستفهامات والاستنكارات في الولاية هو أن هناك أسماء ضمنت في هذه القائمة لأشخاص التحقوا بالحضائر هذه السنة بينما هناك أشخاص يعملون منذ 30 سنة تم اقصائهم وعدم تسوية ملفاتهم. السيدة جمعة نصراوي التي تبلغ من العمر 55 سنة تعمل في الحضائر منذ سنة 1985 منذ أن كان سنها 24 سنة قالت ل"لجريدة " أنه من المضحكات المبكيات أنه تم ترسيم أشخاص في هذه القائمة ولدوا وهي تعمل في هذه الولاية"، مضيفة أن مقر مركز الولاية بني على "أكتافها" و"أكتاف" مجموعة أخرى من زميلاتها ولم يكن أجرهن يتجاوز 65 دينار ليصبح بعد الثورة 250 دينارا فقط . وأكدت محدثتنا أنه طالما يقع استغالهن للعمل اوقات اضافية: كامل يوم الأحد وفي منازل مجموعة من المسؤولين لساعات طوال تتجاوز 12 ساعة بنفس الأجر. وأضافت السيدة جمعة ان عمرها قضته في العمل الشاق في الحضائر لكن الى اليوم لم تتم الاستجابة الى مطالبها ومطالب زملائها وتمكينهم من حقهم في الترسيم مشددة أن ما زاد من استغرابها هو عدم ادراج اسمائهم ضمن القائمة الجديدة رغم ادراج أسماء أخرى لم تمر على التحاقها بعمال الحضائر السنة. وضعية السيدة جمعة وغيرها تجعلنا نتساءل أن كان هناك تلاعب بملف عمال الحضائر كما حصل في ملف التشغيل.