على خلفية اعتداء مجموعات سلفية أمس على المسرحين والمبدعين أثناء احتفالهم باليوم العالمي للمسرح أمام المسرح البلدي بالعاصمة اتخذ العديد من المسرحيين موقفا مستنكرا ورافضا لمثل هذه الممارسات وندّدوا بالاعتداءات والانتهاكات التي تعرض إليها المبدع التونسي. وفي هذا السياق عبّر الممثل المسرحي جعفر القاسمي للجريدة عن استيائه من الاعتداءات والانتهاكات التي طالت المسرحيين وأهل الثقافة والفن أمام المسرح البلدي أثناء الاحتفال باليوم العالمي للمسرح واعتبرها نقطة سوداء ووصمة عار في تاريخ تونس. وحمّل جعفر القاسمي المسؤولية إلى وزير الداخلية لمنحه رخصة لتظاهرتين في يوم واحد وكأنه من قبيل ما يسمى حسب وجهة نظره "صب الزيت على النار" وأنه يشتم في ذلك رائحة القصد والتعمد في ما تعرض إليه المبدعون والمسرحيون وهي إساءة للثقافة التونسية إجمالا. واعتبره أمر غير طبيعي وغير معقول أن يشهد شارع الحبيب بورقيبة تظاهرتين متزامنتين الأمر الذي أدى إلى مهاجمة السلفيين للفن والثقافة وحرية التعبير وأكد أن الفنانين والمسرحين سيواصلون النضال والعمل والتفكير والإبداع ولن يستسلموا ولن يقبلوا إلا بردّ رسمي واعتذار على ما اقترفته المجموعات السلفية في حق المبدع التونسي وحرية أفكاره وأرائه وسيكون بذلك "ردّنا ردّا كبير للغاية وأقوى مما يتوقعون". أما الممثل والمخرج المسرحي محمد علي النهدي فقد عبّر عن أسفه الشديد لما تعرض له أمس مع المبدعين والمسرحين وقال انه من المؤسف أن تتواصل مثل هذه الممارسات في تونس بعد الثورة والمطالب الأساسية التي قامت من اجلها على غرار الحرية والكرامة وتبرز بعض الأطراف المعارضة لهذه المطالب التي تتعلق بالأساس بحرية الرأي والتعبير والحريات العامة. وبذلك أكد النهدي أنه لا يمكن الصمت تجاه ما يحدث وعلى الحكومة اتخاذ مواقف صارمة فما المانع أن يكون لكل طرف رأي خاص به يعبر عنه بكل حرية فالتطرف حسب رأية ليس مقبولا وما حدث يوم أمس لا يبشر بخير والتجارب السابقة التي يوثقها التاريخ تبين أن الخطر انطلق من مثل هذه الممارسات. فقد تبيّن على حدّ قول النهدي بالحجة والبرهان الخطر السلفي من خلال الألفاظ والأساليب التي اعتمدوها في قمع ومنع التظاهرات الثقافية ونعت المبدعين بالكفار واعتبر أن المشروع السلفي مشروع خطير على تونس خاصة وان تونس دولة منفتحة على كل المجتمعات والأطياف. وبخصوص المواقف التي سيتخذها أهل الفن والإبداع والثقافة على خلفية هذه الأحداث أكد النهدي أن الموقف الجدي والموقف الأهم الذي سيتم اتخاذه هو عدم الامتثال لإرادة هذه المجموعات بمواصلة العمل والإبداع والدفاع عن الفن والتعبير بكل حرية دون تقيد بما ينادي إليه السلفيين الذين لم نرهم يوم 14 جانفي. وقال النهدي أن مسؤولية الفنان اليوم تضاعفت أكثر من قبل تجاه الفن والثقافة التي تعتبر أساسا للتوعية والتي همشت في عهد بن علي ولا بد من الشعور بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل فنان وكل مبدع من أجل أن "نكون يدا واحدة تدافع عن الفن والثقافة في تونس" على حدّ قوله.