حذر الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري مؤخرًا من خطورة ارتفاع معدل سن الزواج، وكشف تقرير إحصائي أن نسبة العنوسة بين التونسيات بلغت60٪، وأن عدد العازبات ارتفع إلى أكثر من مليونين وربع المليون امرأة من مجموع نحو أربعة ملايين و900 ألف أنثى في البلاد مقارنة بنحو990 ألف عازبة عام1994 كما بينت آخر عملية مسح للسكان تأخر سن الزواج للرجال أيضا، حيث تبين أن نسبة غير المتزوجين الذين تتراوح أعمارهم بين25 و29 سنة قد قفزت من71 ٪ خلال عام1994 ، إلى نسبة81,1٪ أواخر العام الماضي. وأكد التقرير أن عنوسة الفتيات بلغت أقصى معدلاتها بين الإناث في عمر الإخصاب الأقصى(25 -–34 سنة)، وهو ما يؤدي حتما إلى نتائج سلبية على الخصوبة، وأن ظاهرة تأخر سن الزواج أثرت على التركيبة العمرية للنساء المتزوجات واللاتي في سن الإنجاب، حيث إن نسبة الأقل خصوبة منهن أصبحت تتضخم على حساب الأكثر خصوبة. ففي السنة الماضية، وحسب نتائج المسح التونسي لصحة الأم والطفل بلغت نسبة المتزوجات فوق34 سنة نحو64٪، في حين كانت هذه النسبة تساوي50 ٪ فقط سنة1994، و59 ٪ سنة2001، وفي المقابل انخفضت نسبة من هن في سن الخصوبة القصوى، أي بين 25 و34 سنة من 40 ٪ إلى 31٪ بين الفترتين. وبين أسباب العزوف التي يرجعها البعض إلى إخلالات اجتماعية وتحرر المرأة ، يبقى العامل الاقتصادي الأهم والرئيسي وراء هذه الظاهرة التي يؤكد أخصائيون اجتماعيون أنها ستخلق إرباكا اجتماعيا كبيرا.