بيّنت التجارب على الفئران أنّ (nicotinamide riboside (NR هذا الشكل من أشكال فيتامين B3 الذي تمّ اكتشافه في البيرة والحليب، يستطيع أن يكون ذات جدوى في تسكين الآلام المستفحلة من جرّاء الخضوع لجلسات العلاج الكيميائى لدى مرضى السرطان أو في الوقاية منها. جاءت بهذا الاستنتاج دراسة أميركية حديثة تمّ نشرها في يناير -كانون الثاني 2017 في مجلّة الجمعية الدولية لدراسة الألم(PAIN) . وأوضح الباحثون وعلى رأسهم الكاتبة الرئيسية للدراسة Marta Hamity أن الأدوية الكيميائية تتسبب بتلف الأعصاب المحيطية مما يزيد لخمسة أسابيع الحساسية تجاهها بعد الانتهاء من العلاج الكيماوى بسبب الاعتلال العصبي في المناطق البعيدة عن المناطق العصبية المركزية Neuropathie périphérique. وهذا الأمر يوّلد آلاما وحشية مفاجئة تُرهق الجسم. عند دراسة إناث الفئران ومدى ردّة فعلها على تناول الدواء الكيميائي Paclitaxel الذي يُعطى عادة في الجلسات الكيميائية الخاصة بعلاج سرطان الثدي وسرطان المبيض، لاحظ العلماء أنّ الفئران التي تلقّت علاجا موازيا بفيتامين B3، خفّت لديها الآلام الناجمة عن الآثار الجانبية الوحشية للعلاج الكيميائي. لم يستغرب كثيرا العلماء من جامعة Iowa الأميركية مدى أهمّية nicotinamide riboside في تخفيف الآلام العصبية المحيطية Neuropathie périphérique بعدما عُرف من قبل أنّ هذا الفيتامين يحمي عملية الأيض ضدّ التأثيرات الضارّة للأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والشاذّة بقيادتها إلى الإصابة بمرض السكّري. كما تبيّن في السابق أن هذا الشكل من فيتامين B3 يعزز عند الفئران إعادة بناء العضلات بتحفيز وتجديد الخلايا الجذعية. ويُضاف مفعول حميد آخر لفيتامين B3 هو أنّه يخفف الآلام التي تنشب نتيجة الآثار الجانبية بعيد العلاج الكيميائي للسرطان. لكنّ هذا المفعول لوحظ فقط لدى الفئران التي كانت تتعالج بالدواء الكيميائي Paclitaxel. للوصول إلى هذه الحقيقة العلمية، قام العلماء بحقن أقدام الفئران بجرعات يومية من nicotinamide riboside خلال 7 أيام ما قبل بداية العلاج الكيميائي و24 ساعة ما بعد الانتهاء من الجلسة الكيميائية. وتُرك للفئران الخيار في البقاء في بيئة مظلمة أو في بيئة مضيئة مع العلم أنّ الجرذان تفضّل طبيعيا البيئة القاتمة. لاحظ فريق البحث أنّ الجرذان التي لم تخضع للعلاج الكيميائي لكنها تعرّضت لفيتامين B3 صمدت وتحمّلت الارتعاشات التحسّسيّة على نطاق القدمين قبل الخروج من البيئة الحالكة. بالمقابل، الفئران التي عولجت في آن بالعلاج الكيميائي Paclitaxel وبفيتامين B3 تصرّفت بنفس الطريقة التي تصرّفت بها الفئران الخاضعة للعلاج الكيميائي إذ أنّها أيضا ظلّت لفترة من الزمن قاطنة في البيئة المظلمة بالرغم من الارتعاشات التحسّسيّة التي عاشتها. هذه النتائج تأتي لتدعم فكرة أنّ الفيتامين B3 من الوارد أن يُستخدم في يوم من الأيام لمنع أو تخفيف الآثار الجانبية لدى مرضى السرطان، ممّا سيؤدي إلى تحسين كبير في نوعية حياتهم ورفع مقدرتهم على تحمّل العلاج لفترة أطول. الإيضاحات مع منار مراد، الدكتورة الاختصاصية في التخدير وتسكين الألم في مستشفى جورج بومبيدو في باريس.