قال الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط ان" النظم السياسية التي قامت باسم القومية العربية في بعض الدول العربية اساءت لفكرة عظيمة سامية وجعلتها مرادفاً للهيمنة على المجتمعات وقمع المختلفين في الرأي بل والغاء الاخرين المختلفين في العرق او الطائفة". وبحسب بيان لوزارة الخارجية العراقية فان معهد الخدمة الخارجية في الوزارة استضاف الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط بحضور وزير الخارجية ابراهيم الجعفري لالقاء كلمةً بعنوان "تجديد العروبة". وقال ابو الغيط في كلمته " من دواعي سروري ان اقف اليوم في رحاب وزارة الخارجية العراقية... العراق ركن ركين في .. العروبة ثقافةً وسياسةً.. شعباً وحكومةً.. تاريخاً وحاضراً, ليس فقط لانه عضواً مؤسساً في الجامعة العربية بل لان تاريخه ارتبط بالفكرة العربية وان مفكريه الكبار نظروا فيها ودافعوا عنها وبشروا بها.. ولكن لاننا نشعر حقاً بمعنى العروبة مجسداً وماثلاً في رحاب الحواضر العربية الزاهية التي طالما شكلت مركزاً للثقافة والآداب والعلوم, وبغداد تأتي على رأس هذه الحواضر التي شهدت اوج ازدهار حضارة العرب بكل وجوهها". واضاف " ان عروبة العراق تمثل معنى عزيزاً على العرب جميعاً وليس على العراقيين وحدهم والظروف التي مر بها هذا البلد الأبي خلال العقدين الماضيين آلمت كل عربي, ومثلت وجعاً في قلب كل من يعرف تاريخ الامة العربية ومكانة العراق فيه. واشار الامين العام في كلمته الى ان" النظم السياسية التي قامت باسم القومية العربية في بعض الدول العربية اساءت لفكرة عظيمة سامية وجعلتها مرادفاً للهيمنة على المجتمعات وقمع المختلفين في الرأي بل والغاء الاخرين المختلفين في العرق او الطائفة وكأن العروبة حكراً على حزب او فئة واصبحت ضرب من ضروب الفاشية المصابة بالاستعلاء والانغلاق". وتابع" ان هذا النهج في فهم العروبة وتطبيقها ادى الى انكشاف الاوطان وتمزيق الامة, بل واسهم في تسميم اجواء العلاقات العربية وجعلها رهناً لمنافسات صغيرة على الزعامة وصارت العروبة سلاحاً للمزايدة وساحةً للمكايدة حتى اصبحت اداةً نطعن بها بعضنا البعض وليست جسراَ نعبر عليه فوق خلافاتنا". ولفت ابو الغيط الى ان" العروبة فكرة متجددة وان زمانها امامها وان مجدها آتٍ, واقول هذا ليس من باب العاطفة والحماس وانما من واقع المراقبة الموضوعية لاحوال العرب فالفكرة العربية تهدف الى الارتقاء بولاء البشر من الانتماءات القبلية والمذهبية الى شيء اعلى واسمى". ويزور بغداد حاليا الامين العام لجامعة الدول العربية التقى خلال زيارته، القادة العراقيون وتباحث معهم ملفات سياسية وامنية في قدمتها انتصارات القوات الامنية والحشد الشعبي على عصابات داعش الارهابية والقمة العربية المقبلة ومشروع التسوية الوطنية.