سارعت شركات الطيران في الشرق الأوسط الى ايجاد طرق للتعاطي مع الحظر الذي فرضته الولاياتالمتحدة وبريطانيا على اصطحاب المسافرين كومبيوترات محمولة ولوحية معهم على متن الطائرات القادمة من ثماني دول شرق اوسطية. وحاولت شركات، مثل الخطوط الجوية الملكية الأردنية، طمأنة الزبائن أو حتى استدراجهم بالفكاهة، فيما تباهت شركات أخرى مثل الخطوط الجوية التركية بالخدمات الترفيهية التي تقدمها خلال رحلاتها. واستعرضت الخطوط الملكية الأردنية مهاراتها الشعرية بنشر قصيدة هايكو على تويتر تدعو فيها المسافرين إلى زيارة الولاياتالمتحدة ما دام ذلك بمقدورهم، كما نشرت على تويتر قائمة بالأشياء التي يستطيع المسافر أن يفعلها دون كومبيوتر محمول أو لوحي، بينها تقدير "معجزة الطيران" والنزاع على مسند الذراع في مقاعد الطائرة والتفكير في معنى الحياة. وهذه ليست المرة الأولى التي ترد فيها الناقلة الوطنية الأردنية على السياسة الاميركية بالفكاهة. إذ سخرت الشركة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرًا بعد ان نقض قاضٍ فيدرالي قراره منع مواطني سبع دول مسلمة من دخول الولاياتالمتحدة. خدمة مجانية ولكن شرطة طيران الإمارات تعاطت مع الحظر بطريقة مختلفة، حيث بادرت الى تحديث إعلان بطلته الممثلة جنيفر انستون، وفيه تتساءل الشركة: "من يحتاج الى كومبيوترات لوحية ومحمولة على أية حال؟". وحذت الخطوط الجوية التركية حذو طيران الإمارات، فنشرت إعلانا يحتفي بالمسافرين بعد أن شاهدوا أكثر من ملياري دقيقة من المواد الترفيهية في رحلاتها خلال العام. ومن المتوقع أن تصدر الشركة بيانًا عن الحظر في الأيام القليلة المقبلة. والى جانب الفكاهة والتذكير بأن الجلوس والاسترخاء خلال الرحلة قد يكون ألطف من التحديق في شاشة الكومبيوتر، عملت شركات طيران للحد قدر الإمكان من تأثير حظر هذه الأجهزة الالكترونية على المسافرين. وتعتزم طيران الإمارات السماح للمسافرين باستخدام الكومبيوترات المحمولة واللوحية حتى آخر لحظة ممكنة قبل الإقلاع، كما أعلنت الشركة في رسالة على البريد الالكتروني. وبعد ذلك يتعين على المستخدمين تسليم أجهزتهم الالكترونية الممنوعة إلى الجهات الأمنية عند البوابة. وستحرص الشركة على حفظ الأجهزة بعناية في صناديق وخزنها في عنبر الأمتعة ثم إعادتها إلى المسافرين لدى الوصول إلى الوجهة الأميركية، وقالت الشركة في بيان صحفي إن هذه الخدمة ستكون مجانية. ولكن هذا قد لا يرضي جميع المسافرين، ونقلت شبكة بلومبرغ عن مستخدم قوله: "ان رحلة طولها 10 ساعات في درجة رجال الأعمال انما هي يوم عمل بالنسبة لي احتاج فيه الى كومبيوتري اللوحي". ولاحظ المعلق الإماراتي سلطان سعود القاسمي أن الحظر ذريعة لخنق المنافسة من شركات الطيران الخليجية وتشجيع المسافرين المتوجهين الى الولاياتالمتحدة على استخدام ناقلات أميركية وقال القاسمي إن الناقلات لا يسعها إلا الالتزام بالحظر، مقترحًا ان شركات الطيران يمكن أن تسمح للمسافرين بتحويل الشاشة الموجودة في مؤخرة كل مقعد إلى شاشة كومبيوتر محمول وتعطيهم لوحات مفاتيح تعمل بتقنية بلوتوث لربط هاتفهم الخلوية..