الجزائر تحت الصدمة، بعد فضيحة وزير السياحة و الصناعات التقليدية الجديد مسعود بن عقون، الذي تمتع بمنصب وزير لمدة 48 ساعة فقط، ليتم انهاء مهامه من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في سابقة الاولى من نوعها منذ استقلال البلاد، هزت الرأي العام الجزائري و الطبقة السياسية، و فتحت ابواب التساؤلات على مصراعيها حول الاسباب التي ادت بالجزائر الى هذا المستوى المتدني من الممارسة السياسية و تسيير شؤون البلاد. قرر الرئيس بوتفليقة فجأة انهاء مهام وزير السياحة و الصناعات التقليدية مسعود عقون الشاب، البالغ من العمر 32 سنة، و بقدر ما رأت الطبقة السياسية و السعب الجزائري في تعيينه خطوة نحو تسليم الشباب مشعل التسيير و القيادة، اهتزت الثقة بعد ان كان هذا الشاب بطل فضيحة حكومية و سيادية بامتياز، لا يتحمل وزرها بطبيعة الحال، و قد كشفت عن تدهور الاوضاع في اعلى هرم السلطة، و اتجاه الامور نحو التدحرج الى الهشاشة و الضعف، و اعلنت رئاسة الجمهورية عن قرار التنحية دون ذكر الاسباب، لكن مصدر مقرب من الحكومة الجديدة التي يقودها عبد المجيد تبون، خلفا لعبد المالك سلال، اكد ان الاسباب الحقيقية ليست ما تروج له وسائل الاعلام، حول ماضي الوزير الشاب، على اعتبار ان هناك عديد الشخصيات و الوزراء المتهمين بالفساد و تهريب الاموال و حتى التخابر مع الخارج، و اخرها مدير شركة المحروقات الحكومية "سوناطراك" المتهم بالتعامل مع الخارج و ملفه لدى المحكمة العسكرية، و رغم ذلك تم تعيينه على رأس اكبر مؤسسة للنفط تعتبر رئة الاقتصاد الجزائري. و تابع المصدر ان الفضيحة تكشف عن الصراع الدائر في اعلى هرم السلطة بين جماعة شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة، و مدير جهاز الاستخبارات السابق محمد مدين المدعو الجنرال توفيق، و ذلك من اجل معركة الرئاسيات، فالوزير الشاب كان ضحية الحرب بين الطرفين، مشيرا الى ان جهاز الاستخبارات استغل فرصة التعيين لإثارة القضية و فضح ممارسات جماعة شقيق الرئيس، و كشف فشلها في تسيير شؤون البلاد بما يهدد استقرارها و سيادتها، و ابرز انه في السابق كان جهاز الاستخبارات هو من يتعامل مع السيرة الذاتية للوزراء و الاطارات و المدراء، قبل ان يمنح الرئيس موافقته، و هو ما سعت اليه اطراف الجهاز الاستخباراتي هذه المرة ليؤكد ان تحييده ادى بالبلاد الى التهلكة و ان عودته ضرورية لحماية الجزائر. و في ذات السياق، قال مصدر اخر أن عمارة بن يونس، رئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية، حاول بطريقته الخاصة الانتقام من الحكومة وقدم الشخص لرئاسة الجمهورية على أساس أنه كفاءة وطنية في الوقت الذي لم يسبق له العمل يوما في حياته، على اعتبار ان بن يونس، كان وزيرا خلال حكومات عبد المالك سلال، و رغب في العودة، لكن منح حزبه حقيبة وزارية واحدة اغضبه و انتقم بطريقته، و اوضح ان عمارة بن يونس متهم بخيانة ثقة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. الفضيحة دفعت الوزير الاول الجديد عبد المجيد تبون، الى تأجيل اجتماع مجلس الوزراء كان مقررا غدا الاثنين لعرض جدول عمل الحكومة، ما يزيد من تأزم الاوضاع داخل السلطة يقابله تواجد الطبة الاجتماعية على سفيح ساخن، يزيد الوضع المتردي في ليبيا و استمرار محاولات ادخال الاسلحة و تسلل الارهابيين من الجنوب عبر مالي و الشرق عبر ليبيا، من متاعب الجزائر.