أنس الصبري: عضو باحث بالمعهد الاوروبي لدراسات محاربة الارهاب بألمانيا زيارة وزير خارجية ايران الى الجزائر طرحت عيدي التساؤلات حول خلفياتها و اسبابها و نتائجها، خاصة و انها جاءت في توقيت يعيش فيه المنطقة العربية حالة من التوتر لم تشهد له نظير، حيث بعد فوضى الدول العربية جاء الدور للصدام الخليجي، زيارة محمد ظريف للجزائر اكتنفها الكثير من الغموض و السرية. استنفرت إيران دبلوماسيتها ممثلة في وزير الخارجية محمد جواد ظريف، للتحرك في شمال افريقيا، مستغلة الازمة القطرية الخليجية لضمان مخططها في منطقة الخليج العربي، و تحاول طهران المراهنة على الدول العربية ذات المواقف الرمادية من الأزمة، والتي اختارت سياسة النأي بالنفس والحياد التام، مثلما وصفت مصادر ايرانية ل"الجريدة"، مواقف تونس و الجزائر. و اعتبرت ذات المصادر مواقف الجزائر و تونس مقبولة على اعتبار ان الدول الضعيفة هي التي سارعت الى قطع علاقتها مع دولة قطر، للتقرب من السعودية و الامارات، حياد تونس و الجزائر ظاهريا تجاه أزمة الخليج ووقوفهما على بعد مسافة واحدة من جميع الأطراف، دفع ايران الى المسارعة في محاولة استمالة ايران و تشكيل تحالف ضغط على الخليج، لأنه تحت أي ظرف فان ايران تبحث عن التموقع في الخليج الذي ترفض تسميته بالعربي وتشدد على انه فارسي. تحاول ايران الاستثمار في الازمة الخليجية و رأت انه بإمكانها التحالف مع دول لها مواقف، التحالف ظاهري لحل الازمة و لكن الحقيقة هي اعادة الساع ساعين، وفق تصريحات سياسيين جزائريين ل"الجريدة"، الذين اكدوا ان طهران وعبر وزير خارجيتها اعادت احياء فترات سابقة عانت منها الجزائر و تونس و لازالت، و قالوا ان فترة التسعينيات و الارهاب بالجزائر كانت وراءها السعودية، و فترة الربيع العربي دعمتها قطر، و هي النقاط المهمة التي ارتكزت عليها لقاءات ظريف مع المسؤلين الجزائريين، و هي كانت تصب في اطار استمالة الجزار للتحالف مع ايران، حيث ان طهران لا تزال تحتفظ بما جاء في قمة الرياض، اين أدان قادة الخليج المواقف العدائية للنظام الإيراني واستمرار تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول في مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار، و هو ما لعب عليه الوزير الايرانيبالجزائر، حيث قال مصدر مطلع ان ظريف اكد أن علاقات ايران مع الجزائر و تونس مستمرة وفي أبهى صورها، ولم تتأثر بالقرارات الصادرة عن قمة الرياض. وقال مصدر مطلع إن وزير الخارجية الايراني تواصل مع الخارجية الجزائرية لعدة اسابيع قبل قدومه للجزائر، و طلب المساعدة على تهدئة الأوضاع بين بلاده و دول الخليج، و اوضح ان تواجد ظريف بالجزائر جاء بعد إلغاء زيارة سابقة للرئيس حسن روحاني إلى الجزائر شهر مارس الماضي، و همس المصدر أن طهران هي أكبر مستفيد من الأزمة الخليجية الحالية.