دول الخليج أجّلت البحث في مشروع الاتحاد بين السعودية والبحرين لكن المشروع أثار غضبا واسعا في إيران حيث اعتبر 190 نائبا إيرانيا ان هذا الاتحاد الخطير سينقل الازمة الى المملكة العربية السعودية. وفيما وصل نائب إيراني الى حد القول بأن البحرين من حق إيران وليس السعودية. أرجأت دول الخليج مناقشة الانتقال من التعاون الى الاتحاد الى قمة استثنائية لاحقة من أجل «المزيد من الدراسة» وفق ما أعلن الليلة قبل الماضية في الرياض. واستجاب قادة دول الخليج في الواقع الى دعوة في هذا الشأن وجهها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ومع تأجيل دول الخليج موضوع الاتحاد، بما فيه الاتحاد بين السعودية والبحرين كخطوة نحو اتحاد خليجي، انطلقت من طهران سلسلة مواقف غاضبة. وأصدر 190 نائبا في مجلس الشورى الاسلامي بيانا شديد اللهجة أدانوا فيه ما وصفوه بالخطوة غير الحكيمة لفكرة الاتحاد بين البحرين والسعودية. واعتبر النواب الايرانيون ان أزمة البحرين التي تتجسد باحتجاجات متواصلة منذ أكثر من عام ستنتقل بهذه الطريقة الى السعودية مما يدفع المنطقة نحو المزيد من المشاكل وزعزعة الاستقرار. وقال رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ان البحرين ليست لقمة سائغة تبتلعها السعودية بسهولة.
أما النائب الايراني حسين علي شهرياري فقد خاطب أهالي مدينة زاهدان بقوله: «كما تعرفون فإن البحرين كانت المحافظة الرابعة عشرة في إيران حتى عام 1971 ولكن للأسف وبسبب خيانة الشاه والقرار السيء الصيت لمجلس الشورى آنذاك فإن البحرين انفصلت عن إيران» على حد تعبيره. وأضاف شهرياري الذي يرأس لجنة الصحة والعلاج في البرلمان الايراني: «إذا كان من المفترض حدوث أمر ما في البحرين فإن البحرين من حق الجمهورية الايرانية وليس السعودية».
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل جدد مساء أمس الأول دعوة إيران لعدم التدخل في شؤون الدول الخليجية قائلا بالخصوص إن «دول مجلس التعاون تترك إيران تتحد مع من تشاء».
الكلمة... للشعوب
من جهته هاجم زعيم التيار الصدري الشيعي في العراق مقتدى الصدر كلا من السعودية والبحرين معتبرا ان اتحادا ثنائيا من هذا النوع سيكون احتلالا. لكن الصدر الذي يعد من أهم الزعماء السياسيين في المنطقة قال إنه من الضروري ان يكون الاتحاد بين الدول بموافقة الشعوب وليس الحكومات وخصوصا اذا كانت تلك الحكومات غير مرضية بين شعوبها.
وأضاف الصدر «اتحاد البحرين والسعودية دون موافقة الشعوب قد يؤدي الى اتحاد دول أخرى بما لا تحمد عقباه على الاطلاق في إشارة الى احتمال اطلاق سباق «اتحادات» في منطقة تعج بالدول الصغيرة.
وحذّر الصدر من استخدام الاتحاد كقضية سياسية للضغط على بعض الأمور. ولم يقدم الزعيم الشيعي العراقي اي توضيحات ولكن مصادر إيرانية كانت تحدثت بدورها عن مشروع اتحاد بين ايران والعراق.