أنس الصبري : عضو باحث بالمعهد الاوروبي لدراسات محاربة الارهاب و الاستخبارات بألمانيا تشهد الجزائر غليان خفي في اعلى هرم السلطة يرتقب خروجه للعلن في الايام المقبلة، قد يؤدي الى انعكاسات سلبية على الوضع العام في البلاد، غليان اكده امس، الوزير الاول الجديد عبد المجيد تبون، في مجلس الامة على هامش عرض مخطط عمل حكومته، حين اعلن الحرب عن الفساد و كشفه عن انشاء عدة لجان استعلاماتية فمتخصصة في المالية بالإضافة الى حديثه عن تبذير و صرف اكثر من 70 مليار دينار في مشاريع وهمية من طرف حكومة سابقه عبد المالك سلال. و صرح مصدر حكومي ل"الجريدة"، ان الاستخبارات الجزائرية باشرت تحقيقات حول عديد الشخصيات السياسية و الحكومية عملت ضمن الطاقم الوزاري للحكومات المتعاقبة التي قادها عبد المالك سلال المقال، مبرزا ان التحقيقات شملت وجوه كانت الى وقت قريب تمتلك نفوذ كبير في اعلى هرم السلطة، و منهم اطارات عسكرية، و قد تم منعها من السفر الى الخارج الى غاية انتهاء التحقيقات. و اوضح مصدر "الجريدة"، ان الانتخابات الرئاسية المقررة في 2019، السبب الرئيس الذي دفع الى فتح التحقيقات حول عدد من الشخصيات، حيث انهم متهمين بالتحضير للموعد الرئاسي بعيد عن هرم السلطة او بعبارة اخرى بعيدا عن اعين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان قد منح الثقة لهذه الشخصيات، و قال ان التحضير لرئاسيات 2019 انطلق مباشرة مع نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في 4 ماي 2017، و التي افرزت تركيبة برلمانية واضحة تصب في خانة الصراع حول كرسي الرئاسة. و اضاف المتحدث ان طموحات الوزير الاول السابق عبد المالك سلال، و بعض الشخصيات النافذة هو من دفع رئاسة الجمهورية الى التحرك لكبح جماح فرسان الرئاسة، من خلال طرح ملفات فساد كانت الى وقت قريب من المسكوت عليها، رغم اثارتها في مرات عددي عبر وسائل الاعلام المستقلة و عدد من السياسيين المعارضين و الاحزاب، مبرزا ان هذه الشخصيات باتت تشكل خطر على الجهات الداعمة للرئيس بوتفليقة و الراغبة في تحديد الرئيس المقبل للجزائر . و من اهم ملفات الفساد التي تورط فيها الوزير الاول السابق عبد المالك سلال، فضيحة العملاق النفطي الجزائري "سوناطراك" فيما يتعلق بالشراكة مع "سايبام" الايطالية، حيث كشفت تحقيقات الامن عن علاقات قوية بين أسرة عبد المالك سلال و الاطار الجزائري فريد بجاوي، المتهم الرئيس في "فضيحة سوناطراك"، و ان ابنة سلال كانت تتلقى اجرة شهرية من شركة "سايبام" الإيطالية، كما تم القاء القبض عليها في محطة القطارات ليون، بفرنسا، و هي تنقل حقيبة ب3 مليون اورو، بالإضافة الى ملفات تخص خط شبكة الميترو، مع شركة " كولاس ريلكوج" الفرنسية، و كذا شركات "رضا كونيناف" أحد أهم ممولي الحملات الانتخابية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، و اشار المتحدث الى ان الرئاسة الجزائرية طلبت عزل الولاة المحسوبين على عبد المالك سلال، و كذا دعوة مختلف وسائل الاعلام عدم التطرق الى أي نشاطات يقوم بها سلال، في محاولة لمحاصرته و التضييق عليه و تغييبه. و في ذات السياق، ابرز المصدر أنه تقرر تجميد كافة الحسابات البنكية وجميع الأصول المالية لوزير الصناعة والمناجم الجزائري السابق عبد السلام بوشوارب، مع مراقبة عدد من أفراد عائلته وأقاربه، على خلفية تورطه في تبديد المال العام أثناء توليه منصبه الوزاري منذ سنة 2014، حيث يواجه تهمة تبديد 70 مليار دينار جزائري، و هو المبلغ الذي اشار اليه الوزير الاول عبد المجيد تبون امس، حين قال ان أموال باهظة خصصت للاستثمار تقدر ب70 مليار دينار جزائري، لكن مردودها لم يكن في مستوى التطلعات". و اوضح المتحدث ان وزير الصناعة والمناجم الجزائري السابق عبد السلام بوشوارب، استحوذ على مجموعة من سيارات فخمة تابعة للوزارة، كما تتابع ابنته التي تم توظيفها من طرف شركة "رونو" للسيارات الفرنسية بطرق ملتوية، رغم أنها لا تحوز أي شهادات علمية عليا، و كشفت التحقيقات ان عملية التوظيف تمت مقابل امتيازات غير مشروعة للشركة الفرنسية في الجزائر.